تراجعت فرص رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في تبوء منصب أول رئيس للاتحاد الأوروبي بشكل مفاجئ وحاسم بعد أن أعلنت لكسمبورغ معارضتها الصريحة له أولا وثانيا بعد أن طالب رئيس المفوضية الاوروبية الحالي خوزيه باروزو بأن لا تتجاوز صلاحيات الرئيس الجديد مهام تنسيق الشؤون العامة للمجلس الأوروبي. وفي مقال نشرته إحدى الصحف الألمانية أعلن وزير خارجية لكسمبورغ جان اسلبورن ان بلاده تعارض بشكل صريح تعيين رئيس الحكومة البريطانية السابق في منصب أول رئيس للاتحاد لأنه حسب رأية لا يمتلك القدرة على توحيد الصفوف الاوروبية لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الخارجي. وأضاف اسلبورن الذي يعدّ احد أقدم وزراء الخارجية الأوروبيين حاليا في هذا المقال الذي أثار ردود فعل واسعة في بروكسل ان بلير تسبب في إحداث انشقاقات خطيرة داخل الاتحاد الأوروبي أكثر مما أسهم في رص صفوف الأوروبيين. وعارضت لكسمبورغ عام 2003 الحرب الأمريكية البريطانية ضد العراق بقوة إلى جانب ألمانياوفرنسا وبلجيكا مما تسبب في انقسامات أوروبية جوهرية لا تزال تداعياتها تلقي بثقلها على العمل الأوروبي. ويحظى بلير حاليا بدعم شبه مفتوح من قبل فرنسا لاعتبارات تكتيكية فرنسية كما انه لا يواجه معارضة ألمانية مفتوحة ولكن معارضة دولة واحدة يكفي لنسف خطة تبوئه للرئاسة الاوروبية. ويقول معارضو بلير ان تعيينه سيكون بمثابة رسالة خاطئة للرأي العام الأوروبي بسبب غياب الحماسة البريطانية للعمل الأوروبي .. وللعالم الخارجي أيضا بسبب تورط بلير في حرب العراق وسوء أدائه المتعارف عليه كمبعوث للجنة الرباعية الدولية. ويرى رئيس المفوضية الاوروبية في إشارة الى طموحات بيلر ان الرئيس المقبل للاتحاد الأوروبي يجب ان يكون ذا دور محدود ومتواضع وان لا يسعى إلى الاستحواذ على السلطة التي تعود إلى المؤسسات الاوروبية الأخرى. ويعقد قادة التكتل الأوروبي السبع والعشرين اجتماعا على مستوى القمة يومي 29 و30 أكتوبر الجاري في بروكسل لبحث مسألة اقتسام مواقع النفوذ والمناصب الرئيسة. وأمام تعثر المصادقة على اتفاقية لشبونة في جمهورية التشيك طالبت الرئاسة الدورية السويدية من منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا البقاء في منصبه إلى ما بعد انتهاء فترة ولايته الثانية يوم 17 أكتوبر الجاري. ويجري حاليا تداول العديد من الأسماء لمنصب رئيس الاتحاد الأوروبي المقبل إضافة إلى توني بلير..ومن بين هذه الأسماء رئيس فنلندا السابق بافو ليبونان ورئيس الحكومة البلجيكية الأسبق غي فورهفستاد الذي كانت بريطانيا أحبطت تعيينه على رأس المفوضية عام 2004 بسبب وقوفه ضد الحرب على العراق. //انتهى// 1302 ت م