انتقدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة /الفاو/ اليوم إستمرارية إرتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدان النامية بالرغم من وفرة إمدادات الحبوب وفقاً للمقياس العالمي والهبوط الحادّ في الأسعار الدولية للغذاء. وقالت المنظمة في أحدث إصدارٍ من نشرتها التي بثتها اليوم تحت عنوان "توقعات المحاصيل وحالة الأغذية".. إنه من المفترض أن يترتّب على حالة الارتفاع المتواصلة لأسعار المواد الغذائية لدى البلدان النامية مزيدٌ من المشاق والصعوبات للملايين من السكان الفقراء الذين يعانون بالفعل تحت وطأة الجوع وسوء التغذية. ومع توقّعات انخفاض الإنتاج السنوي العالمي من الحبوب بحدود 3 بالمائة هذا العام، مقارنةً بأرقام العام الماضي.. أشارت المنظمة إلى أن محصول العام الجاري قد يكون ثاني أضخم إنتاجٍ عالمي يُسجَّل من قبل محاصيل الحبوب. ورجّحت المنظمة أن يأتي معظم هذا الانخفاض النسبي، في محصول القمح بسبب تقليص عمليات زراعته لدى البُلدان الصناعية كاستجابة لهبوط الأسعار في السوق الدولية.. في حين من الممكن في البلدان النامية، أن يظل إنتاج القمح على مستواه الجيد لحصاد العام الماضي. واوضحت أن أسعار الحبوب لاتزال بالغة الارتفاع في البلدان النامية عموماً، ووصلت لمستوياتٍ قياسية.. مبينة أن أسوأ المتضررين قاطبةً بتلك الوضعية هم فقراء المدن، والمزارعون بالمناطق الريفية ممَن يعانون فعلياً من انعدام الأمن الغذائي لاعتمادهم على الأسواق كمصدر وحيد للغذاء علاوة على ذلك، قالت المنظمة " قد تؤدي حالة الكساد الاقتصادي العالمي الراهنة إلى تُجمِّد حركة الحِوالات المالية من جانب أفراد الأُسر العاملين في الخارج، ممَن يعيلون أسرهم الفقيرة في البلدان النامية على الأكثر ويمثلون سنداً اقتصادياً مباشراً لاستهلاكها الغذائي". وأفادت أن تحليل إقتصادي لأسعار المواد الغذائية المحلية أجري في 58 بلداً نامياً كشف أن أسعارها في نحو 80 بالمائة منها بلغ أعلى من مستوياتها قبل 12 شهراً؛ وفي نحو 40 بالمائة ظهرت أعلى مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر.. بينما فاقت تقديرات الأسعار السائدة فعلياً أي وقتٍ مضى في 17 بالمائة من تلك الدول. من جهةٍ ثانية توقعت منظمة الفاو.. أن تسجل فواتير استيراد الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض هبوطاً خلال الفترة 2008 / 2009 إلى ما مقداره 28 مليار دولار أمريكي في المجموع، أي بانخفاضٍ يبلغ 27 بالمائة مقارنةً بالمستوى القياسي، نظراً لتراجُع الأسعار الدولية للسلع ذات الشأن مقرونةً بانخفاض أسعار الشحن. وذكرت المنظمة أن تباطؤ معدلات كِلا الواردات التجارية من الحبوب والمعونات الغذائية المقدَّمة من المواد الغذائية تشكَّل سبباً كامناً وراء تَواصُل ارتفاع أسعار المواد الغذائية لدى البلدان الفقيرة. //انتهى// 1922 ت م