تمكن وفد الترويكا الأوروبي الذي قاده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نهار الاثنين إلى موسكو وتيبليسي ضمن جهود حلحلة الوضع في القوقاز من تسجيل بعض الثغرات على طريق تسوية النزاع بين روسيا وجورجيا. ولكن الوفد الأوروبي اخفق في معالجة النقطة الرئيسة في النزاع والمتمثلة في استقلال إقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. واستطاع الوفد الأوروبي الذي ضم في عضويته الى جانب الرئيس الفرنسي كل من رئيس المفوضية الأوروبية في بروكسل خوزيه باروزو ومنسق السياسة الخارجية خافير سولانا انتزاع رزنامة زمنية بشان سحب القوات الروسية من المناطق التي سيطرت عليها بعد السابع من أغسطس الماضي ولكن خلال شهر من الآن. كما وافقت روسيا على إزالة سريعة للحواجز العسكرية القائمة وعلى مبدأ نشر مراقبين أوروبيين ولكن تحت مظلة الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية وليس بشكل مستقل وعلى عكس ما رددته الدوائر الاتحادية الأوروبية حتى الآن. ويرى العديد من المحللين وبعد أربع وعشرين ساعة من اللقاء الروسي الأوروبي أن الطرفين تمكنا وكل لدوافع خاصة به من كسب مزيد من الوقت وتجنب مواجهة قد تلحق أضرارا خطيرة بالعلاقات القائمة بينهما. وسيمثل تاريخ الخامس عشر من شهر أكتوبر المقبل وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات الروسية من أراضي جورجيا أول اختبار عملي لطبيعة وفاعلية الاتفاق الروسي الأوروبي. ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل أن الوفد الأوروبي تمكن من الحفاظ على وحدة صف أوروبية فعلية في مواجهة روسيا وتجنب فشل صريح للمهمة الأوروبية وهو ما كان من شأنه أن يحدث انقساما جوهريا داخل التكتل الأوروبي. كما انتزع الأوروبيون تنازلا جوهريا موازيا من رئيس جورجيا ميخائيل ساشاكفيلي الذي التزم عبر رسالة خطية بعدم الركون مجددا لاستعمال القوة ضد الأطراف الانفصالية في جورجيا وعدم منح روسيا مبررا جديدا للتدخل. وهدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وفي مؤشر على استمرار التوتر مع روسيا بإجراءات أوروبية جماعية ضد موسكو في حالة عدم تسجيل انسحاب فعلي للقوات الروسية. // يتبع // 1234 ت م