أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن الجولات الجديدة من الحوار الوطني الفلسطيني التي ترعاها مصر خلال الأسبوع القادم بالقاهرة لا تستهدف غير توحيد الصف الفلسطيني وسد الفجوات في المواقف بين مختلف فصائل المقاومة وفي مقدمتها فتح وحماس وقطع الطريق على محاولات الاستنزاف للدماء والحقوق الفلسطينية من جانب إسرائيل على خلفية الإنقسام الفلسطيني المحزن. وقالت الصحف إن مصر المساندة دوما للقضية الفلسطينية والحريصة على حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني لا تقبل غير النجاح في هذا الحوار المصيري وخاصة بعد أن نالت كل الفصائل الفلسطينية نصيبها من قائمة الخسائر الناجمة عن الإنشقاق وتبددت كل الأوهام التي راودت بعض الفصائل في الاستعانة بقوى خارجية لإحراز نصر ما بينما الحقيقة أن وحدة الشعب الفلسطيني وحدها هي الضامنة للنصر الحقيقي. وأشارت الصحف إلى أن جهود جهود التسوية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي تأثرت بالخلافات الفلسطينية الداخلية التي تصاعدت منذ سيطرت حماس على غزة وتحول إهتمام الرأي العام العربي والعالمي من متابعة جهود التسوية وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى متابعة الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والإتهامات المتبادلة بين القيادات الفلسطينية التي وصلت إلى الإعتقال والإغتيال بدلا من التفرغ لمواجهة الحيل الإسرائيلية وتنصلات الحكومة الإسرائيلية من التزاماتها التي تحددت في إجتماعات أنابوليس ومن خلال الوسيط الأمريكي. ورأت أن الخلافات الداخلية الفلسطينية أعطت الفرصة لإسرائيل للتهرب من أي التزام يؤدي إلى الإتفاق على قيام الدولة الفلسطينية والذي كان من المفترض أن يشهده العام الحالي لافتة إلى أن هذا الوضع جعل من التدخل المصري ضرورة للمساعدة في إعادة ترميم البيت الفلسطيني من الداخل واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية توطئة للإنطلاق مرة أخرى في مفاوضات التسوية ومحاولة التوصل إلى حل يرفع المعاناة عن عاتق الشعب الفلسطيني وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وعلى صعيد آخر نوهت الصحف بالنهاية المأساوية التي خرج بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف من قصر الرئاسة والتي تحمل الكثير من الدلائل وتساءلت عما أدى بالرئيس مشرف إلى هذه النتيجة وقد كان وقت وصوله إلى الحكم بعد إنقلاب عام 1999 العسكري يحظي بشعبية جارفة باعتبار أنه جاء إلى السلطة في غمرة فترة من الإضطراب السياسي وفضائح الفساد وتراجع مؤشرات الاقتصاد وكان الشعب الباكستاني يعلق عليه آمالا كبيرة في الخروج بالبلاد من أزمتها السياسية والإقتصادية مع العودة إلى النظام الديمقراطي بأسرع وقت ممكن. وأعربت عن إعتقادها بأن نقطة التحول الرئيسية في مسيرة الرئيس مشرف كانت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وما أعقبها من غزو أمريكي دولي لأفغانستان المجاورة حيث وجدت أمريكا في مشرف حليفا رئيسيا في هذه الحرب .. ولم يخيب مشرف توقعات البيت الأبيض حيث قدم لأمريكا كل ما تريد وكان موقفه حاسما في تلك الحرب وما تلاها من عمليات أمريكية تحت شعار الحرب على الإرهاب. ورأت أن خدمات الجنرال مشرف التي قدمها بسخاء منقطع النظير للإدارة الأمريكية كانت سببا رئيسيا في تزايد مشاعر الغضب الشعبي ضده في الداخل يوما بعد يوم في الوقت الذي لم يأبه فيه مشرف لذلك وواصل الإرتماء في أحضان أمريكا وراهن على وقوف الرئيس بوش ورجاله إلى جانبه في محنته فخسر الرهان إذ تخلى عنه سادة البيت الأبيض عند أول منعطف وتركوه يواجه مصيره وحده وهو الأمر الذي يدعو للرثاء وإن كان يحمل الكثير من المعاني والعبر. // انتهى // 1106 ت م