أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن إعتقادها بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تدرك بعض خطورة ما فعلته عندما غزت العراق في عام 2003 .. مشيرة إلى أن ما يشغل الامريكيين الآن بطبيعة الحال ليس مئات الألوف من القتلى العراقيين الذين سقطوا في الحرب وبعدها ولا بروز القاعدة في العراق ولا زعزعة الاستقرار في المنطقة ولكن تلك النتيجة الاستراتيجية البعيدة الأمد المتعلقة بموازين القوي حيث يزداد اقتناعها يوما بعد يوم بأنها لم تفعل شيئا من غزو العراق سوى تقديم خدمة جليلة لعدوتها اللدود إيران. وقالت أنه ربما لم يكن يشغل بال الامريكيين عندما قرروا غزو العراق سوى ميزان واحد وهو التوازن العسكري الاستراتيجي بين العرب وإسرائيل الذي تحرص أمريكا على أن يكون دائما لمصلحة اسرائيل .. موضحة أن غزو العراق وإخراجه من المعادلة قد أدى بالفعل إلى إختلال ميزان القوى لصالح اسرائيل بشكل غير مسبوق إلا أن ذلك الغزو أدى ايضا إلى خلل آخر في ميزان القوي بين العرب وإيران وهو على الأرجح ما لم تكن واشنطن تضعه في حساباتها. وأضافت قائلة بعد أن كان العراق صمام أمان في مواجهة أي رغبة إيرانية للتغلغل في المنطقة العربية أصبح الآن ساحة وملعبا مفتوحا للنفوذ الايراني وهو ما يشكل خطرا حتى على امريكا نفسها.. مؤكدة أن غزو العراق كان له تأثير سلبي مزدوج على حساب العرب سواء مع إسرائيل أو مع إيران. وأشارت إلى أنه إذا كانت ايران دولة اسلامية تناصب أمريكا وإسرائيل العداء فإنها أيضا تحتفظ بأجندتها الخاصة وأهدافها القديمة وعلاقاتها المعروفة مع بعض الأطراف في الداخل العربي وهو ما يواجه مقاومة من الحكومات العربية كان العراق جبهتها الأولى منذ زمن طويل. وانتهت إلى القول بأن أمريكا أدركت الآن أنها ساعدت إيران في فرض نفسها كقوة رئيسية بدون منافس عسكري قوي في محيط جوارها وقد اتضح هذا الإدراك في عدد من المواقف لكنه ظهر في أوضح صورة مؤخرا في تصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت فيه أن هذه المنطقة تعرضت لنكسات في الآونة الأخيرة وأن واشنطن ملتزمة بمساعدة العراقيين في الوصول إلى عراق ذي هوية عربية قوية كي يكون العائق الاكبر أمام النفوذ الإيراني السلبي في المنطقة. //يتبع// 1029 ت م 0729 جمت NNNN 1109 ت م