استؤنفت اليوم الجمعة أعمال قمة قادة دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين وسط خلافات حادة بشأن غالبية الملفات والمسائل المدرجة للبحث. وأخفق زعماء التكتل وبعد عدة ساعات من الجدل المرير الليلة الماضية في التوصل إلى أي اتفاق بشأن بلورة مخرج عملي لإنقاذ /اتفاقية لشبونة للوحدة الأوروبية/ والتي رفضها الإيرلنديون الأسبوع الماضي. وأكد مصدر دبلوماسي أوروبي أن إيرلندا ورغم تعرضها لضغوط متعددة وحادة رفضت مجددا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة تحديد أي موعد لطرح حل لإنقاذ الاتفاقية. وكانت فرنسا التي ستتولى الرئاسة الدورية الأوروبية مطلع الشهر المقبل اقترحت أن يتم معاودة بحث الرفض الإيرلندي للاتفاقية خلال القمة الأوروبية المقبلة المقررة لشهر أكتوبر القادم. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه سيقوم بزيارة إيرلندا الشهر القادم لهذا الغرض ولكن رئيس الحكومة الإيرلندية براين كوين أعرب عن تحفظه تجاه التحركات الفرنسية وأبلغ الصحفيين أن الموعد الذي يخطط له الأوروبيون يعتبر قصيرا ومجحفا وأن بلاده لا يمكنها الالتزام به. وأعلن الوفد التشيكي للقمة الأوروبية دعمه لموقف إيرلندا وقال دونالد توسك رئيس وزراء جمهورية التشيك أن براغ ليست متأكدة من قدرتها على المصادقة على اتفاقية لشبونة وتنتظر قرارا من المحكمة الدستورية في براغ. وقال نفس المصدر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل التي تسعى إلى حل وسط بين الأطراف الأوروبية قررت العودة إلى قمة مصغرة اليوم الجمعة مع كل من رئيس وزراء سلوفينيا ورئيس وزراء جمهورية التشيك للاتفاق على صيغة البيان الختامي الذي ستصدره القمة بشأن اتفاقية لشبونة وهو اتفاق ربما سيتمثل في التأكيد على الاستمرار في علميات المصادقة لكن مع منح جمهورية التشيك استثناء في هذا الاتجاه. وشهدت القمة خلافات علنية بين العديد من الوفود بشأن طبيعة المرحلة المقبلة للعمل الأوروبي حيث هدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوقف عمليات توسيع الاتحاد الأوروبي في حالة عدم تراجع إيرلندا عن رفضها للاتفاقية أو توجه جمهورية التشيك إلى عدم المصادقة عليها. وأثار الموقف الفرنسي انتقادات متعددة لكونه سيزيد من الضغوط على إيرلندا وتشيكيا في هذه المرحلة ولا يساعدها في بلورة مخرج مقبول لرعياها. وأعلن الرئيس الفرنسي أيضا وضمن نفس أطر الخلافات المتفاقمة داخل الصفوف الأوروبية أنه سيكون من المستبعد بالنسبة لبلاده التي سترأس التكتل الأوروبي أن توافق على خطة المفوضية الأوروبية بالاستمرار بالتفاوض على اتفاق حول تحرير التجارة العالمية في منظمة التجارة العالمية. وقال ساركوزي أنه سيكون من المستبعد تماما أن نواصل التفاوض على اتفاق لم نحصل منه على شيء في مجال الخدمات وفي مجال الصناعة ومن شأنه أن يخفض من الإنتاج الزراعي. وتبحث القمة الأوروبية في يومها الأخير نهار الجمعة تداعيات ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات ولكن لا تبدو أية آفاق للتوصل إلى اعتماد خطة محددة على الصعيد الأوروبي في هذا الملف الحيوي بسب رفض ألمانيا الصريح المقترحات الفرنسية بتحديد سقف للرسوم المفروضة على المحروقات في المرحلة الحالية. //انتهى// 1026 ت م