اختتم زعماء دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين أعمال قمتهم نصف السنوية العادية في العاصمة البلجيكية بروكسل بعد ظهر اليوم دون التمكن من بلورة أي مخرج عملي لمأزق الرفض الايرلندي لاتفاقية لشبونة للوحدة الاوروبية. واتفق القادة الأوروبيون على المضي قدما في المصادقة على الاتفاقية و لكن دون تحديد آلية لتجاوز الرفض الايرلندي للاتفاقية . وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال مؤتمر صحفي عقده مباشرة بعد اختتام اللقاء الأوروبي ان قادة التكتل اتفقوا على الاستمرار في المصادقة على الاتفاقية لكنه أردف ان قمة جديدة ستجري أعمالها في أكتوبر القادم لمعاينة الحالة الايرلندية . وخيم مناخ ازمة فعلي طوال انعقاد القمة التي استمرت أعمالها يومين وكرست بشكل شبه تام لتداعيات الرفض الايرلندي لاتفاقية الوحدة الاوروبية المعدلة وهو الرفض الذي أعاد مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى نقطة الصفر مقارنة مع عام 2001 تاريخ اعتماد اتفاقية نيس والجاري العمل بها حاليا. وقال الرئيس الفرنسي مجددا انه يعتقد بصعوبة الاستمرار في توسيع الاتحاد الأوروبي على دول جديدة في غياب تسجيل تقدم على الصعيد المؤسساتي . ولكن هذا الموقف قوبل بانتقادات حادة داخل المؤسسات الاتحادية في بروكسل وتبادلت فرنسا والمفوضية الاوروبية اليوم اتهامات علنية بشان تحمل مسئولية الرفض الهولندي. وقال الرئيس الفرنسي ساركوزي على هامش القمة ان موقف المفوضية اللبرالي في مجال التجارة كان عاملا حافزا للرفض الهولندي . ولكن موظفا كبيرا في الجهاز التنفيذي الأوروبي اتهم بدوره فرنسا بأنها احدثت شرخا وحالة إرباك لدى الايرلنديين عندما صرح وزيرها للشؤون الخارجية برنار كوشنر بان على الايرلنديين الاعتراف بحجم الاستفادة المادية التي حققوها من الموازنة العامة للتكتل. وواجهت القمة تشكيكا في مدى التزام دولة أخرى وهي جمهورية التشيك باتفاقية لشبونة. وقال مصدر دبلوماسي ان المستشارة الألمانية انغيلا ماركيل التي عقدت قمة استثنائية مع رئيس وزراء جمهورية التشيك تمكنت من انتزاع تعهد منه بالمضي قدما في المصادقة داخل بلاده على الاتفاقية المثيرة للجدل. وعلى صعيد الملفات الاقتصادية والاجتماعية العالقة اخفق زعماء التكتل الاوروبى في صياغة اتفاق محدد لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات وقرروا تكليف المفوضية الاوروبية بصياغة تصور سيعرض أمامهم في قمة أكتوبر القادم. //انتهى// 1622 ت م