تحلق أسراب من الطيور المهاجرة هذه الأيام في أجواء العديد من الغابات والمزارع والأحراش المحيطة ببعض المناطق التونسية عائدة الى أوطانها ومناطق تكاثرها في الشمال بالقارة الا وروبية اوغربي القارة الآسيوية بعد ان قضت عطلتها الشتوية في البلاد التونسية في رحلة بدأت مع اواخر شهر ديسمبر عبر السماء الايطالية وتنتهى في النصف الثاني من شهر فبراير الحالى حيث تتوالى رحلات العودة الى الديار والاوكار من المعبر ذاته . وتكتسي هذه الفترة اهمية قصوى لاكثر من 140 صنف من الطير يسمى المهاجر الشتوي لانها تمكنه من تكوين مخزون من الدهنيات التي تساعده على عملية الرجوع الى موطنه الاصلي في اوروبا وغربي اسيا حيث يعشعش ويتكاثر . وهناك نحو 264 نوعا من من الطيور التي تنتقل الى الربوع التونسية كل عام تتوزع على ثلاث فترات اذ ان منها المهاجر الشتوي الذي يفسح المجال بعد ذلك لتلك الطيور القادمة في فصل الربيع من القارة الافريقية حيث تقضي جل الصيف بتونس وتلقب بالمهاجر الصيفي بينما يكتفي بعضها بعبور الاجواء وهو مايطلق عليه المهاجر العابر . وتحظى الطيور المهاجرة والمقيمة بتونس التي تصل الى 368 نوعا بحماية خاصة داخل المحميات والمتنزهات وخارجها وذلك في اطار الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس ومن بنيها اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية // بون // حول المحافظة على الانواع المهاجرة . ويعد الوطن القبلي الذي يقع على بعد 70 كلم جنوب شرق العاصمة التونسية الطريق الرئيسية لهجرة كل انماط الطيور المهاجرة باعتباره اقرب نقطة تربط بين ايطاليا /منفذ العبور/ وتونس عبر البحر الابيض المتوسط بمايسمح لتلك الكائنات باختصار مسافة الطيران . // انتهى // 1123 ت م