أولت الصحف المصرية الصادرة اليوم اهتمامها بجولة الرئيس الأمريكي جورج بوش لمنطقة الشرق الأوسط والتي بدأها أمس بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة تتبعها زيارة الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية واخيرا مصر يوم 16 يناير . ورأت إنه أيا كان الجدل حول زيارة بوش للمنطقة مابين مؤيد ومعارض فإنه من الصعب إنكار إن دور الولاياتالمتحدة في تحقيق السلام في المنطقة ودور الرئيس الأمريكي شخصيا مؤثر للغاية في دفع جهود التسوية إلى الأمام.. مؤكدة إن إهتمام الرئيس الأمريكي بتحقيق السلام في المنطقة والذي يترجمه من خلال قيامه شخصيا بزيارة المنطقة وتشجيع الأطراف على التوصل إلى إتفاق سيوجد فرص جديدة للأطراف لتحقيق السلام بشرط الاستفادة وحسن استغلالها. وتساءلت الصحف عن إمكانية نجاح بوش خلال عام الانتخابات الرئاسية مثله مثل كل الرؤساء الأمريكيين في عام الانتخابات في تحريك وتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقالت الصحف في سياق مشابه لاشك أن الهدف المعلن للزيارة هو دفع عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولايته أواخر العام الحالي فضلا عن السعي لاقناع دول المنطقة بما تسميه الإدارة الأمريكية /الخطر الإيراني/ مشيرة الى ان الآمال المعقودة على هذه الزيارة تبدو محدودة إن لم تكن معدومة في احراز تقدم كبير على صعيد عملية السلام في ظل السياسات الحالية التي تنتهجها إسرائيل بالمماطلة والتسويف والمراوغة وهي الممارسات التي تسببت في عجز الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عن الاتفاق حتى الآن على تشكيل لجان المتابعة الخاصة بقضايا الوضع النهائي رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على مؤتمر أنابوليس. وتساءلت في هذا السياق عن معقولية أن تتزامن زيارة بوش مع اعلان إسرائيل إصرارها على مواصلة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي كان آخرها الاعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة رأس العمود بالقدس الشرقية التي يفترض أن تكون طبقا لرؤية الدولتين عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية .. كما تساءلت عما اذا كان من الممكن أن يتحقق سلام بين الجانبين في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل سياسات القتل والاغتيالات والتخريب والتدمير وتجريف الأراضي بحجة مطاردة مطلوبين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة فضلا عن احتجاز أكثر من عشرة آلاف فلسطيني في سجونها. واعربت الصحف عن قلقها من أن يكون الحديث عن دفع عملية السلام مجرد ستار دخان لهذه الزيارة ليكون الهدف الرئيسي والأساسي لها هو السعي لحشد دول المنطقة خاصة في الخليج ضد الخطر الإيراني تمهيدا لاتخاذ سياسات أو خطوات تصعيدية ضد إيران وهو ما لا تريده دول المنطقة إدراكا منها بأن الخطر الحقيقي في واقع الأمر هو إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية والتي تواصل سياسات الاحتلال والعدوان بدعم صريح من الحليف الأمريكي. واستطردت قائلة إن الرئيس الأمريكي بوش هبط في تل أبيب ليتلقي بنفسه آيات الشكر والتقدير باللغة العبرية من الإسرائيليين على ما قدمه لهم متفوقا على ما قدمه لهم جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين متخطيا المبادىء التي التزمت بها السياسة الأمريكية منذ بداية الصراع العربي/الإسرائيلي حتى وصول بوش للبيت الأبيض وفي مقدمتها الحفاظ على هامش للتحرك مع العالم العربي حرصا على المصالح الأمريكية المتشعبة في المنطقة. وأكدت إن بوش ضرب بكل التحفظات الأمريكية إزاء هذا الصراع عرض الحائط ومضي في دعم إسرائيل إلى آخر الشوط وشن من أجلها حروبه الدامية المدمرة العنصرية في أفغانستان والعراق وأدخل فلسطين ولبنان وسوريا والسودان في دوائر التفرقة والتجزئة وسعى إلى إلحاق الأذى بدول عربية اخرى إضعافا وتمزيقا للجبهة العربية وخاصة بعد أن فقدت جناحها الشرقي بسقوط بغداد. وخلصت الصحف الى القول بأن هذا قليل من كثير يستحق الرئيس بوش شكر الإسرائيليين عليه وهو ينزل ضيفا عليهم طالبا الدعم كما يقول لمشروعه لإقامة الدولتين.. وتساءلت قائلة ماذا يستحق عند وصوله للجانب الآخر. // انتهى // 1059 ت م