تميزت السنة الميلادية التي ستودعها اسبانيا بهيمنة ملف القوميات بمختلف تشعباته على الوضع السياسي في البلاد والذي سبب في توتر خطير بين المكونات الثقافية والاجتماعية والسياسية الاسبانية ويبقى إرهاب منظمة إيتا أبرز عناوين هذا التوتر. بدأت السنة الميلادية 2007 على إيقاع تفجير نفذته منظمة إيتا يوم 30 ديسمبر الماضي في مطار باراخاس بالعاصمة مدريد خلف مقتل شخصين، وكان ذلك مؤشرا قويا على اقتراب نهاية هدنة وقف إطلاق النار التي كانت قد أعلنتها إيتا في مارس 2006م وبالفعل في يونيو الماضي أصدرت المنظمة بيانا تؤكد فيه عودتها الى السلاح ولغة التفجيرات. وبينما يستمر الجدل السياسي حول إيتا اعتقلت السلطات الأمنية أكثر من مائتي شخص بتهمة الانضمام الى إيتا أو التعاون معها في حين كان آخر ما صدر عن حزب هيري باتاسونا الجناح السياسي للمنظمة وهو حزب محظور ضرورة المواجهة المباشرة مع حكومة مدريد للرد على ما تعتبره اعتقالات تعسفية. وفي الشق السياسي، تدور مواجهة أخرى، فالحركات القومية التي تحكم أقاليم ذات شخصية تاريخية قائمة مثل بلد الباسك وكاتالونيا وغاليسيا تركز باستمرار على الانفصال عن اسبانيا 0 يذكر ان رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو سيدعوالى انتخابات تشريعية يوم 9 مارس المقبل، وسيكون ملف القوميات الأكثر حضورا في الحملة الانتخابية حيث سيتحكم في إيقاعها كما تحكم في إيقاع الحملات الانتخابية السابقة. // انتهى // 1824 ت م