عاشت اسبانيا طيلة سنة 2006 على حلم السلام في البلاد وخاصة في اقليم بلد الباسك بعدما أعلنت منظمة إيتا الانفصالية هدنة نهائية لوقف إطلاق النار لكن هذه الآمال تبخرت بعدما ارتكبت هذه المنظمة عملا إرهابيا خلف فقدان شخصين تحت ركام جزء من مطار باراخاس الدولي في مدريد ومعه جرى تفجير مسلسل السلام. يوم 23 مارس الماضي أعلنت إيتا ولأول مرة وقفا نهائيا لعملياتها المسلحة والتزمت بالرهان على السلام وأعربت الحكومة والرأي العام ومعظم الأحزاب باستثناء الشعبي المعارض عن سعادتها البالغة بهذه الخطوة لأنها تأتي بعد قرابة أربعين سنة من التفجيرات والاغتيالات تركت قرابة ألف قتيل وأكثر من 12 مليار يورو كخسائر بحكم أن إيتا كانت تركز على بعض القطاعات الحساسة مثل السياحة فكل تفجير في منطقة سياحية كان يخلف خسائر فادحة. وبدأت مفاوضات السلام سرا بين ممثلي الحكومة ومنظمة إيتا في أكثر من عاصمة أوروبية وكانت بين الحين والآخر تتسرب بعض المعلومات عن غياب تفاهم فالحكومة ترى أن إيتا مطالبة بوضع السلاح وتسليمه والتقدم في صلاحيات الحكم الذاتي في اقليم الباسك بينما كانت المنظمة تشترط ضرورة التفاوض بشأن تقرير مصير بلد الباسك وضرورة إيجاد حل لأكثر من 600 من معتقليها في السجون الاسبانية والفرنسية. وحذرت إيتا في أكثر من مناسبة عن عدم رضاها على مفاوضات السلام وأصدرت أربع بيانات بعد الهدنة تنتقد حكومة خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو لعدم إقدامه على ما تصفه /بالخطوات الشجاعة/ وأقدمت على سرقة متفجرات ومسدسات وكأنها إشارة الى إمكانية عودتها الى الرهان على التفجرات وأمس نفذت تهديدها بتفجير سيارة كبيرة في مطار باراخاس خلفت مفقودين لم يتم العثور عليهما حتى الآن وسط ركام جزؤ من مطار باراخاس وكل ما يعلمه المحققون أنهما من جنسية إكوادورية. وهكذا فقد حمل زعيم المعارضة ماريانو راخوي مسؤولية التفجير الى الحكومة لأنها توهمت في إرادة السلام لدى إيتا ومن جهة أخرى أعلن الناطق باسم هيري باتاسونا أورنالدو أوتيغي أن /المسؤولية تقع على الحكومة لعدم التزامها بالوعود التي قطعتها على نفسها/. في غضون ذلك ثابتيرو يرغب في عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية بتحوله الى السياسي الذي وضع حدا لإرهاب في بلد الباسك وكانت تصريحاته في هذا الاتجاه أمس عندما أعلن عن تعليق مفاوضات السلام دون نهايتها وينتظر الجميع ما ستجمله سنة 2007 هل استعادة السلام في اقليم الباسك الممزق بسبب الصراعات القومية أو عودة إيتا الى السلاح وهو ما دأبت عليه منذ الستينات. // انتهى // 1440 ت م