أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الوضع فى العراق متدهور ولا يمكن حل مشكلة العراق بنظرات جزئية تتعلق بموضوع واحد مثل الأمن أو بعلاقة جزء من العراق. وقال موسى فى كلمته خلال مؤتمر المجلس المصرى للشئون الخارجية حول السياسية الخارجية المصرية والبرنامج النووى السلمى المصرى اليوم إن الحل فى العراق والمقاربة الشاملة فيه لن تتم إلا من خلال العالم العربى .. مجددا تأكيده على أنه لن يتسق أو يتناسق مع أى مقاربة لموضوع العراق إلا بالبعد العربى ولا يمكن أن تكون هذه المقاربة بين إيران وأمريكا فقط فمستقبل العراق هو أنه جزء من العالم العربى. وشدد على أن العالم العربى موجود وأن الجامعة العربية بدأت عملية المصالحة فى العراق عام 2005 .. مشيرا إلى أنه كان قد تم الاتفاق بين العراقيين على الحل وأن هناك أصابع خربته لأنه كان سيدفع إلى الحل وبعد ذلك بدأ استبعاد العالم العربى فى العراق. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المشكلة العراقية ليست مشكلة أمنية فحسب ولم تتشكل بسبب سياسات معينة ودول الجوار وإنما تشكلت من سياسات كان آخرها الغزو الأمريكى للأراضى العراقية. وعن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية أكد الامين العام للجامعة العربية أهمية حق الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووى فى الحصول على الطاقة النووية والعلم النووى.. وتساءل قائلا لماذا فقط إسرائيل. وشدد على إن القرار العربى والمصرى للدخول فى برنامج الإستخدامات السلمية للطاقة النووية هو قرار سليم تماما .. وقال إننا لا نريد برنامجا عسكريا نوويا من أى دولة من دول المنطقة. ولفت موسى إلى أهمية وجود حوار عربى إيرانى وإنه ليس من المصلحة السياسية توجيه ضربة لإيران خاصة وإنه ليس هناك برنامج عسكرى نووى إيرانى وإنما هناك برنامج نووى واحد وهو برنامج إسرائيل. ووصف تقرير الاستخبارات الأمريكية حول إيران بأنه قنبلة سياسية كبرى وقلب للموضوع .. مشيرا إلى أن الطموحات الاقليمية لأى دولة يجب أن يقابلها طموحات اقليمية أخرى. وإستعرض موسى جهود الجامعة العربية ومجلس وزراء الخارجية العرب وما دار قبل واثناء وبعد مفاوضات أنابوليس وعبر عن تشاؤمه وعدم ارتياحه .. مشيرا إلى أن السياسات والمواقف تتغير بين يوم وليلة 180 درجة على سبيل المثال. ونبه الى إن العرب ليسوا مستعدين أن ينخدعوا مرة أخرى وان هذه هى آخر محاولة لنا وسوف ننظر لنرى ماذا سيتم فى المفاوضات التى ستبدأ غدا بين الفلسطينيين والاسرائيليين وكذلك المفاوضات بين المجموعة الرباعية الدولية ولجنة المتابعة العربية فى باريس يوم 17 ديسمبر الحالى وعندها سنحدد هل اسرائيل مستعدة للسلام أو غير مستعدة وأن الكلام عن السلام لا يؤدى الى شىء. واوضح موسى أن الولاياتالمتحدة حاولت أن تقدم مشروعا لمجلس الأمن لدعم عملية السلام إلا أن ذلك المشروع تم سحبه بضغط من إسرائيل وهو ما يعد جرس إنذار وخطوة سلبية تأتى بعد لقاء انابوليس .. موضحا أن إعلان اسرائيل بناء المستوطنات يعد خرقا للتعهدات. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مقاربة حل الصراع العربى الإسرائيلى يجب أن تكون شاملة ولا تقتصر على القضية الفلسطينية وحدها بل يجب أن تتضمن المسارين السورى واللبنانى فضلا عن ضرورة متابعة المفاوضات وأن تكون وفق إطار زمنى محدد. وقال إن هناك حالة من الإلتباس فى الموقف العالمى والاقليمى نتيجة للسياسات العالمية ولمصالح معينة منها ما هو غير مقبول من الشعوب فى المناطق وأيضا لحالة الضعف الموجودة. واوضح الامين العام لجامعة الدول العربية أنه يجرى حاليا إعادة صياغة النظام الدولى والعلاقات الدولية والموقف الدولى .. مشيرا الى ضرورة أن يكون العالم العربى لاعبا فى ذلك المجال. //انتهى// 2352 ت م