أكدت الصحف المصرية أن القمة المصرية العراقية يوم غد بين الرئيس مبارك والرئيس العراقي جلال طالباني تمثل فرصة شديدة الأهمية لاعلان موقف عربي قوي من التطورات في المنطقة العربية مشيرة الى أن المنطقة لم تكن في حاجة إلي إستعادة التضامن والاتفاق علي حد أدني من المواقف والسياسات كماهي الآن. وقالت أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عددا من التطورات والأحداث التي ستفرض علي العرب تداعياتها وتحرمهم من زمام المبادرة مالم يتوافقوا على أسلوب محدد للتعامل معها. واشارت الى أن اللقاء سيكون مناسبة مهمة لاستعراض الوضع في العراق والدور العربي المطلوب لدعمه مؤكدة أن ما يمر به الوطن العربي الان من أزمات في لبنان وفلسطين والعراق يقضي بأن يكون النشاط العربي المكثف الذي تشهده القاهرة خلال الايام القليلة المقبلة بمثابة بداية لتبلور موقف عربي موحد يتعامل مع أزمات ومشاكل المنطقة. ولخصت الى ان اللقاءات العربية لم تعد مطلوبة لذاتها كما كان الأمر من قبل بل أصبحت ضرورة لاستعادة الحد الأدني من التضامن في مواجهة مايجري حولنا والذي يؤثر بالسلب علينا كعرب. ومن ناحية اخرى أعربت الصحف عن دهشتها من الحملة الضارية التي تشنها إسرائيل المدججة بالسلاح النووي ضد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وإتهامها إياه بغض النظر عن ملف إيران النووي بعد إعلانه عدم وجود أي دليل علي إعتزامها صنع سلاح نووي. وقالت الصحف أن إعلان البرادعي اثار غضب واشنطن والعواصم الدائرة في فلكها ومنها تل أبيب لأنها تجهز المسرح الدولي بسلسلة من العقوبات الاقتصادية والإنذارات والتهديدات تمهيدا لضربة عسكرية أيا كان شكلها مشيرة الى أن هذا يحتاج من واشنطن لتجهيز ممائل للتجهيز السابق لاحتلال العراق بما أحتواه من تقارير وبيانات إستخبارية ملفقة ومزورة .. في الوقت الذي تحرص فيه الوكالة الذرية علي البقاء بمعزل عنها أوتلويث أصابعها في مستنقع الأكاذيب. ورأت أنه من السخرية أن يتعرض البرادعي لهجوم من إسرائيل النووية الرافضة لتوقيع معاهدة عدم الانتشار النووي أو الموافقة علي المبادرة المصرية بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل معربة عن إعتقادها ان البرادعي ربما يستحق هذا الهجوم الإسرائيلي لأنه لم يقترب بفعالية من القضية ثابتة الأركان والأسانيد وهي الملف النووي الإسرائيلي. وفي الشأن المحلي أكدت الصحف أن مصر ستمضي في طريق الطاقة النووية إقتناعا منها بأن أمن الطاقة عنصر رئيسي في بناء مستقبل الوطن وجزء لا يتجزأ من منظومة أمن مصر القومي وباعتباره عماد التنمية الاقتصادية والوقود الذي يتسبب في تدوير محركاتها وتقدمها الي الأمام. وأكدت أن كون مصر تأخرت الي حد ما في ذلك فإنه لا يعني التوقف تماما عن السعي للاستفادة من تلك الطاقة الجبارة التي اصبح توفيرها من حق الاجيال القادمة مع إرتفاع أسعار الطاقة التقليدية وبدء مخزوناتها في التراجع وهو ما يجعل قرار بناء محطات نووية لتوليد الكهرباء في مصر أكثر أهمية. //انتهى// 1137 ت م