بإعلانها تعليق هدنة وقف إطلاق النار ابتداء من منتصف ليلة الأربعاء المقبل تحت ذريعة أن الظروف السياسية لا تسمح بالمفاوضات مع حكومة مدريد تكون منظمة إيتا قد عادت الى استعمال العنف والارهاب الذي بدأته سنة 1960 وحصد مئات القتلى خلال قرابة نصف قرن. وتعود جذور إيتا الى سنة 1952م عندما تشكلت مجموعة من الشباب أطلقت على نفسها إيكين تدور في فلك الحزب القومي الباسكي الذي يطالب بانفصال اقليم بلد الباسك بشكل سلمي ولكن هذه المجموعة انفصلت نهائيا عن الحزب الذي كانت تعتبره مهادنا لنظام الجنرال فرانكو وأسست سنة 1959م منظمة إيتا باللاتينية ETA وهي ملخص اسم المنظمة التي تعني الحرية لبلد الباسك وفي السنة الموالية نفذت أول عملية بتفجيرها قنبلة تقليدية خلفت مقتل طفلة في محطة للقطار لكنها لم تتبنى هذه العملية نهائيا. وعقدت إيتا مؤتمرها الثالث في مايو 1964م أعلنت توجهها اليساري المحض وتخلت عن التوجه الليبرالي المسيحي وقررت أن ما تعتبره بتحرير بلد الباسك يمر عبر الكفاح المسلح وفي سنة 1967م هيكلت نفسها بشكل منظم من خلال خلق أربعة أجنحة السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي. ويوم 7 يونيو 1968م نفذت إيتا ثان عمل إرهابي لها من خلال قيام عضوين منها باغتيال أحد ضباط الحرس المدني وهي شرطة عسكرية يوم 2 أغسطس من السنة نفسها اغتالت مجددا ضابط الشرطة السرية ميلتون مانسانس. وبدأت تتبنى في بيانات هذه العمليات ولكن مع بدء الاغتيالات وقعت انقسامات وسط المنظمة طرف يشكل الأغلبية طالب بالتخلي عن العمليات المسلحة والرهان على الطبقة العاملة والحركات السياسية للمطالبة بانفصال بلد الباسك وطرف يشكل الأقلية أكد على أهمية العمليات المسلحة وكان الطرف الأخير يتغلب دائما. واغتالت إيتا منذ ظهورها حتى الآن قرابة 850 شخصا وتبقى أكبر عملية نفذتها هي اغتيال رئيس الحكومة الاسبانية الجنرال/ لويس كاريرو بلانكو/ سنة 1973م وإن كانت قد ركزت أساسا على ضباط الشرطة والجيش والحرس المدني ومنذ منتصف التسعينات بدأت باغتيال السياسيين كما اغتالت بعض أعضائها الذين تخلوا عن خطها أو شكت في خيانتهم، ومولت أنشطتها من فرض ما تسميه بضريبة الثورة على رجال الأعمال وكذلك بعض عمليات الاختطاف والفدية التي مارستها في الماضي. وتتمتع إيتا بدعم شعبي نسبي في اقليم بلد الباسك حيث أن 40% من سكان الاقليم البالغ عدده خمسة ملايين يتعاطفون معها وإن كانوا يرفضون العنف. واقليم بلد الباسك الواقع شمال البلاد هو اقليم انفصالي في مجمله رغم تمتعه بأعلى صلاحيات الحكم الذاتي في مجموع اسبانيا ويحكم الاقليم الآن الحزب القومي الباسكي الذي بدوره يطالب بانفصال الاقليم عن اسبانيا وإن كان بشكل سلمي. // انتهى // 1117 ت م