أعلن مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل أن وفدا يضم ممثلين عن الترويكا الأوروبية توجه الى موسكو في أحدث مبادرة أوروبية لإحتواء الأزمة المتصاعدة بين أوروبا وروسيا. وتصاعدت وتيرة الأزمة السياسية والدبلوماسية بين روسيا والدول الغربية خلال الساعات القليلة الماضية عبر عدد من المؤشرات المحددة والتي تعكس تنامي هوة الخلافات بين الطرفين. وتجري مواجهة فعلية بين موسكو من جهة وكل من الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو على خلفية عدد من الملفات السياسية والتجارية وهي خلافات ولدت حالة من إنعدام الثقة الفعلية والتي تذكر بمناخ الحرب الباردة الذي ضل قائما غداة الحرب العالمية الثانية ولمدة نصف قرت كامل في القارة الأوروبية. وفي مؤشر جديد على تصاعد الأزمة الروسية الغربية القى حلف شمال الأطلسي بثقله وبقوة في أحد ملفات التنافر الحالي بين الكرملين والدول الغربية وأعلن الناتو دعمه لدولة استونيا الواقعة في منطقة البلطيق والتي دخلت علاقاتها مع روسيا في دوامة وإضطراب فعلي في الآونة الأخيرة. ويحاصر متظاهرون روس مبنى سفارة استونيا في موسكو منذ قيام السلطات الاستونية بداية الشهر الجاري بإزاحة نصب يرمز لدور الجيش الأحمر في تحرير دول البلطيق وكان قائما وسط العاصمة الاستونية تالين. وقال حلف الناتو في بيان غير معهود نشر في بروكسل أن نقل أو إزاحة نصب تذكاري يعد من الصلاحيات السيادية لكل دولة في إشارة الى رفضه للتبريرات الروسية. كما أعلن الحلف تاييده رسميا لموقف استونيا مما ولد ردة فعل غاضبة تمثلت في إعلان موسكو أنها لن تقوم من هنا فصاعدا بإبلاغ دول حلف شمال الأطلسي بتحركات القوات على أراضيها في تأكيد لقرار بتجميد التزامات روسيا بموجب معاهدة القوات التقليدية في أوروبا. كان الرئيس/ فلاديمير بوتين/ قد أعلن تعليق عضوية روسيا في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا الأسبوع الماضي وهو ما أجج الخلافات بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول خطط أمريكية لبناء درع مضاد للصواريخ في شرق أوروبا. وأعرب حلف الأطلسي عن قلقه العميق إزاء خطوة التعليق. وقال مسئول بحلف شمال الأطلسي أن سفراء الدول الأعضاء في الحلف التقوا بنظيرهم الروسي خلال إجتماع دوري ورفضوا / بشدة وبالإجماع/ الموقف الذي تبديه روسيا. وينتظر المسئولون الأوروبيون في بروكسل نتائج محادثات وفد الترويكا الأوربية في العاصمة الروسية قبل تحديد طبيعة التحركات القادمة واتخاذ قرار نهائي بشان القمة الروسية الأوروبية المقررة بعد اقل من أسبوعين في سامراء على البحر الأسود. وتضاف عناصر التوتر الحالي الروسي الأوروبية الى ملفات شائكة اخرى ومنها الفيتو البولندي المتكرر على توقيع اتفاقية تعاون أوروبية روسية ودعم الدول الغربية لكل من أوكرانيا وجورجيا حاليا وغلق اوروبا الباب لمجال الإستثمارالروية في قاع الطاقة إضافة الى رفض روسيا المعلن لأي توجه لمنح إقليم كوسوفو إستقلالا ولو محدودا في الفترة القادمة. // انتهى // 1319 ت م