يتابع الدبلوماسيون الأوروبيون ومسئولو حلف شمال الأطلسي في بروكسل عن كثب ملف العلاقات الروسية الغربية ،ودخول موسكو في مواجهة مفتوحة مع المؤسسات الاوروبية والأطلسية، في نفس الوقت ولكن لإغراض مختلفة. وألقت تطورات الملف الجورجي من جهة، وقيام الحلف الأطلسي بإبعاد اثنين من الدبلوماسيين الروس خلال اليومين الأخيرين من جهة اخرى، بثقل فعلي وبضلال مثيرة للقلق على روابط الكرملين مع الغرب عموما. وعبأت روسيا قنواتها الدبلوماسية طوال الأسبوعين الأخيرين لممارسة اكبر قدر من الضغط على حلف شمال الأطلسي الذي يستعد لتنظيم مناورات ضخمة في جورجيا وباشراك العديد من الدول داخل وخارج الناتو ،وهو ما اعتبرته روسيا بمثابة عمل استفزازي غير مبرر في هذه الفترة. وأضاف الناتو وعبر قيامه بتجريد اثنين من موظفي البعثة الروسية في مقر الحلف من وضعيتهما الدبلوماسية، إيذانا بطردهما من بروكسل، عنصر توتر جدي على العلاقات بينه وبين الكرملين. واختارت موسكو في الحالة الأخيرة القيام بنفسها بحملة دعائية واسعة للكشف عن خطة الحلف، في مبادرة تخالف التقاليد الدبلوماسية في مثل هذه الحالات التي تتعلق بأنشطة التجسس. وقال السفير الروسي لدى الحلف ديمتري رغوزين إن بلاده تعتبر نفسها حاليا في حالة سلام بارد وليس في حالة حرب باردة مع الحلف الأطلسي ولكن دون استبعاد توجيه ضربة موجعة للمنظمة العسكرية الغربية حسب قوله. ويحتاج الغرب إلى روسيا في ملفين حيويين يتعلق الأول بتامين إمدادات الطاقة إلى أوروبا ،والثاني في المساعدة على احتواء الموقف في أفغانستان. وجاء قرار الحلف بإبعاد اثنين من الدبلوماسيين الروس كردة فعل على تورط روسيا في اكبر عملية تجسس ضد الناتو منذ نهاية الحرب البادرة. ووقفت روسيا بفضل تجنيدها لعميل استوني داخل الحلف على معلومات جوهرية وحساسة وهو ما يفسر ردة فعل الناتو الغاضبة حسب المراقبين. ويرى الدبلوماسيون إن ردة فعل الناتو توحي بوجود تيار متشدد داخل الحلف لا يفضل تقديم مزيد من التنازلات للروس خاصة بعد استئناف الحوار الأطلسي الروسي بشكل رسمي الأربعاء الماضي ،بالرغم من عدم تسجيل تقدم على الأرض في شمال القوقاز ،واستمرار روسيا في تحدي الدوائر الغربية في ملف جورجيا. // يتبع // 1302 ت م