انتقدت الصحف المصرية الصادرة اليوم المحاولة الامريكية لتفريغ مبادرة السلام العربية من جوهرها وهو إستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الموثقة بقرارات الشرعية الدولية علي مدي أجيال والممهورة بدماء الأبطال الذين ناضلوا طويلا لاستعادة هذه الحقوق وفي مقدمتها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم بهدف خدمة مصالح اسرائيل. واكدت انه لا يصح التنازل عن هذه الحقوق وتحويل استشهاد المناضلين من أجل الحق والمبدأ إلي صكوك للتعويضات يصرفها ورثتهم أو المنتفعون منهم أو المتصرفون في أمورهم. وقالت لقد تعرض اللاجئون الفلسطينيون لأبشع جريمة في القرن العشرين ومازالوا عندما سفكت العصابات الاسرائيلية الارهابية دماء ابنائهم ونكلت بهم جهارا أمام المجتمع الدولي الذي بارك قيام اسرائيل علي جثث الشهداء من النساء والاطفال وكل من لم يستطع الفرار إلي المجهول خوفا من القتل أو الاغتصاب وليسألن من يقترح تعويض اللاجئين أو يتنازل عن حقهم نفسه مقابل ماذا يقبل ان يقايض علي وطنه. وحول مبادرة السلام رأت الصحف المصرية ان الدول العربية ربحبت بقرار تفعيل مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات مع اسرائيل واكدت اهمية حشد التأييد الدولي للمبادرة لتقوم مصر والاردن بالاتصال باسرائيل لاقناعها بقبول المبادرة كما هي دون تعديلات وبذلك وضع العرب اسرائيل امام إمتحان صعب إقليميا ودوليا مشيرة الى ان العرب من خلال تبني مبادرة السلام ومن خلال تفعيل اللجنة الوزارية الخاصة بالمبادرة اكدوا عزمهم علي التوصل لاقامة السلام العادل والشامل وانهاء النزاع العربي الاسرائيلي الذي يجب ان يستند الي الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن والارض مقابل السلام وعدم جواز الاستيلاء علي أراضي الغير بقوة السلاح. واوضحت ان الخطوة العربية تمثل رسالة سلام واضحة تتطلب من اسرائيل التعامل معها بايجابية وإنتهاز الفرصة لاستئناف عملية السلام وهي التزام عربي واضح بتحقيق السلام الشامل وإقامة علاقات طيبة في اطار السلام المنشود واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وعن العراق حذرت الصحف المصرية من التطور الخطير الذي يشهده العراق الآن وتكرس نتائجه التقسيم الطائفي في البلاد مبينة ان قادة عسكريين أمريكيين كشفوا النقاب عن أن كتيبة أمريكية تضطلع بمهمة تشييد جدار مسلح لعزل منطقة الأعظمية ذات الكثافة السكانية السنية في بغداد وقد بدأت عملية بناء الجدار في 10 أبريل الحالي ومن المخطط أن يبلغ طول الجدار خمسة كيلو مترات وأن يصل إرتفاعه إلي نحو ثلاثة أمتار ونصف المتر . وقالت يروج العسكريون الأمريكيون أن الجدار الذي من المتوقع الانتهاء من تشييده في نهاية الشهر الحالي سيحد من عمليات الانتحاريين وفرق الموت والميلشيات التابعة للأحزاب ذات التوجه الطائفي فيما يقول عسكري أمريكي إن الجدار هو أحد الاجزاء المركزية في إستراتيجية جديدة لقوات التحالف والقوات العراقية لكسر حلقة العنف مبينة ان المثير للانتباه أن جنود الاحتلال الأمريكي يطلقون علي الجدار الطائفي سور الأعظمية العظيم . ولفتت الصحف المصرية الى أن سور الأعظمية ينطوي تشييده في هذا السياق علي مخاطر فادحة بالنسبة لمستقبل العراق ذلك أنه أول سور يستهدف تقسيم بغداد طائفيا وقد سبق لقوات الاحتلال الأمريكية أن حاولت عزل مدينة سامراء بأكوام من الرمال عام 2005 كما أقدمت علي محاولة مماثلة لعزل تلعفر .. وربطت الصحف بين إقامة هذا الجدار وبين تعثر الخطة الأمنية لفرض القانون في بغداد وأن الحل العسكري لم يحقق نجاحات في ظل غياب عملية إعادة إعمار العراق وانتشال المواطنين من براثن التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد كما إن أي خطط استراتيجية لاتدخل في اعتبارها تحقيق المصالحة الوطنية من المقدر لها أن تفشل ولعل هذا المعني ما فطن إليه روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي الذي ألح علي أهمية المصالحة الوطنية إبان زيارته لبغداد وقال في ختام لقائه مع نوري المالكي رئيس وزراء العراق إن الأمر يقتضي مد اليد إلي السنة. //انتهى// 0957 ت م