علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بتفعيل مبادرة السلام بعد غد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة وسط موجة من التصريحات الإسرائيلية والأمريكية تعكس آمال تل أبيب وواشنطن في أن تتحول مهمة تفعيل المبادرة إلي صورة من صور التطبيع من جانب الدول العربية التي لم تقم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتي الآن. وقالت ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت اعرب في آخر هذه التصريحات عن استعداده لسماع وجهات النظر العربية في هذه المبادرة متحاشيا اعلان التزام إسرائيل بموقف القبول لها وهو الموقف الوحيد المطلوب عربيا للدخول في مفاوضات من أجل تطبيق المبادرة وليس التفاوض حول مناورات التعديل أو المساومة مشيرة الى ان مبادرة السلام العربية تعرض التطبيع الكامل من جانب الدول العربية كلها مع إسرائيل في مقابل انسحابها التام من الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو 67 واعترافها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومن بينها حق عودة اللاجئين لديارهم وهذا هو الحد الأدني الذي يمكن للعرب قبوله حتي لا يدخلوا في دائرة التفريط أو الاستسلام التي لا تحقق سلاما عادلا ودائما لشعوب الشرق الأوسط كلها بل تهدد بحلقة جديدة في الصراع المستمر منذ اغتصاب فلسطين حتي الآن. وفي الشأن الفلسطيني الاسرائيلي ايضا رأت الصحف المصرية ان اجتماع محمود عباس الرئيس الفلسطيني مع أيهود أولمرت اول أمس جاء كما كان متوقعا فقد غابت قضايا الحل النهائي ولم يكن سوي لقاء شكلي يدخل في إطار العلاقات العامة ولا يستفيد منه إلا الطرف الاسرائيلي اذ أعلن اولمرت أنه ليس علي استعداد لبحث المسائل الاساسية التي يطلق عليها قضايا الوضع النهائي وكذلك لم يخرج ابومازن من الاجتماع بنتيجة إيجابية بشأن أي من القضايا كتحويل الأرصدة المتراكمة للرسوم الجمركية المحتجزة لدي اسرائيل إلي خزينة السلطة الفلسطينية عن طريق فك الحصار الذي تفرضه اسرائيل علي مدي ال 15 شهرا الماضية. واوضحت ان اسرائيل استغلت اللقاء دعائيا لإيهام المجتمع الدولي بأن اسرائيل جادة في تحقيق السلام عن طريق التفاوض مبينة ان لقاء ابومازن وأولمرت يعد في حكم الفاشل لأن اسرائيل تكبله بوضع لاءات صارمة كخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وتؤكد سلبية الموقف الاسرائيلي كما أن أولمرت يستغل اللقاء لاثبات وجوده السياسي فهناك اتهامات له بالفساد. وفي الشأن العراقي حذرت الصحف من اندفاع الاحداث في العراق علي نحو ينذر بمزيد من المخاطر الوخيمة التي تهدد وحدة البلاد وتكرس الطائفية وتشعل فتنتها المدمرة وليس أدل علي ذلك من إعلان عدد من الشخصيات السياسية والعشائرية في ثلاث محافظات بالجنوب هي البصرة وذي قار ونيسان ما سموه الحكومة المؤقتة لإقليم الجنوب العراقي .. مؤكدة أن هذا النبأ يعكس تطورا خطيرا يرقي إلي مرتبة التقسيم الطائفي للعراق مما يؤدي إلي تشرذم البلاد وتمزيق أوصال وحدتها . ولفتت الى ان هذا التطور الطائفي الخطير يشير إلي أن الحكومة العراقية تتراخي قبضتها علي البلاد في الوقت الذي تتعثر فيه خطتها الأمنية إلي حد الفشل بينما تتفاقم أزمة حكومة نوري المالكي بسبب انسحاب وزراء تيار الزعيم الشيعي مقتدي الصدر من الحكومة أمس احتجاجا علي رفض المالكي جدولة انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق واعتقال قادة بارزين في جيش المهدي في أثناء الاشتباكات الأخيرة في الديوانية. وخلصت الصحف المصرية الى ان إعلان ما يسمي الحكومة المؤقتة لإقليم الجنوب العراقي يزيد المخاوف من احتمالات بدء تنفيذ سيناريو تقسيم العراق باعتباره مخرجا لإدارة بوش من المستنقع العراقي الحالي. // انتهى // 1048 ت م