استهجنت الصحف المصرية اليوم محاولات اسرائيل إفراغ مبادرة السلام العربية التي وافقت عليها الدول العربية عام2002 من مضمونها عبر الحديث عن إدخال بعض التعديلات عليها.. مشيرة الى ان اسرائيل سبق وأعلنت إستعدادها للتجاوب مع هذه المبادرة . وفندت الصحف مزاعم اسرائيل بان بعض بنود المبادرة يناقض مبدأ قيام دولتي إسرائيل وفلسطين جنبا الى جنب مؤكدة ان حديث الدولة العبرية عن القرار194 الصادر عن الأممالمتحدة والذي ينص علي عودة اللاجئين الفلسطينيين إلي ديارهم والبند الخاص بالعودة إلي حدود4 يونيو1967 انما يستهدف الضغط علي الدول العربية قبيل إجتماع قمة الرياض. ونبهت الصحف اسرائيل الى ان تعلم أن المبادرة العربية كل لا يتجزأ ولا يمكن أن تنتقص منها مادة دون أخري أو ينتقي منها بند وتترك البنود الأخري وأن يوصف بعضها بالإيجابية والأخري بالسلبية. وخلصت الي القول بان المبادرة تفرض رؤية عربية تعرض علي إسرائيل السلام الكامل مقابل الانسحاب الكامل والاعتراف بها وهذا السلام لا يأتي إلا بالوفاء باستحقاقاته وليس من حق إسرائيل أن تنتقي من المبادرة أو تختارأو تحاول أن تقفز لإقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية دون الوفاء باستحقاقات السلام. وحول دور مصر في إزالة الخلافات العربية قالت الصحف ان القيادة السياسية المصرية تبذل الآن جهودا جبارة لتمهيد أرضية صالحة لانعقاد قمة عربية ناجحة في الرياض أواخر الشهر الحالي بإزالة كل صور الخلاف في الآراء أو سوء فهم بين مختلف الأطراف العربية. واوضحت ان هذه الجهود تنسجم مع الاستراتيجية المصرية التي تحرص دائما علي تفعيل العمل العربي المشترك وتحاول جاهدة استعادة التضامن والتنسيق العربي وهو ما ينتظره منها العالم العربي الذي تتهدده الأخطار من كل جانب وتتآمر عليه القوي الأجنبية الساعية لتثبيت مواقع أقدامها في المنطقة والتحالف مع أطماع إسرائيل في الأرض العربية. وخلصت الي ان مواجهة الأخطار تتطلب أولا تطويق الخلافات وتوحيد الموقف العربي في القضايا الساخنة حتي لا يستغل أعداء العرب ضعفهم الناجم عن تفرقهم في توسيع نطاق إحتلالهم لفلسطين والعراق إلي أرض عربية أخري. وفي الشأن العراقي قالت ان اعتراف البيت الأبيض بوجود خطة بديلة في حالة فشل خطة بوش في العراق أمر بالغ الخطورة ليس فقط علي العراق بل علي دول المنطقة كلها أوعلي الاقل يثير المخاوف وبواعث القلق علي ما يمكن أن يحدث في المستقبل مشيرة الى ان هذه هي المرة الأولي التي يلمح فيها البيت الأبيض الي إحتمال فشل خطة فرض الأمن في بغداد من خلال زيادة القوات الأمريكية العاملة في العراق لافتة الى ان المسئولين الأمريكيين صرحوا قبل ذلك وأكثر من مرة بأن هذه الخطة تمثل الفرصة الاخيرة لاحتواء التمرد المسلح ووقف أعمال العنف وإراقة الدماء وبسط الأمن والاستقرار في العراق. واشارت الي ما كشفته صحيفة /لوس انجلوس تايمز/ مؤخرا نقلا عن مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية بان الخطة البديلة تمثل الانسحاب التدريجي وإعادة تمركز القوات في بعض الاماكن في العراق وهو ما يعني ببساطة إقامة بعض القواعد العسكرية الدائمة في العراق وترك باقي أراضي هذا البلد لتواجه مصيرها المجهول فضلا عن عدم حسم الملف الأمني في البلاد وترك الصراعات الطائفية بين الشيعة والسنة والاكراد لتبلغ مداها مشيرة الي ان هذا الامر يعني إحتمال إنزلاق العراق الي حرب أهلية واسعة النطاق لن تسلم دول الجوار من آثارها. وخلصت الي القول بانه إذا كان هذا السيناريو هو الأسوأ وربما لا يتوقع البعض حدوثه علي هذا النحو ولكن ما يحدث من تطورات في داخل العراق أو داخل أروقة الادارة الامريكية يؤكد انه إحتمال وارد ولو كان ضعيفا موضحة ان هذا هو ما يستوجب التنبه الي أخطاره وتضافر جهود الجميع سواء داخل العراق أو في دول الجوار من أجل تجنبه تماما. // انتهى // 1104 ت م