اعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بان المناورات العسكرية التى اجرتها اسرائيل في الاراضى الفلسطينية المحتلة خلال اليومين الماضيين للوقوف على مدى استعداد جبهتها الداخلية/ 132 مدينة وبلدة/ لمواجهة هجمات صاروخية وغيرها علي كل الجبهات ليست مصادفة وذلك في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية عن ضرورة تعديل مبادرة السلام العربية المنطلقة من بيروت عام 2002 بحيث يتنازل العرب عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ويفرطون فيما لا يمكنهم التفريط فيه. واوضحت ان هناك تطورات بالغة الخطورة في المنطقة مثل الأزمة النووية الإيرانية والتورط الأمريكي في العراق ومضاعفات الحرب اللبنانية تصلح أساسا لاجراء إسرائيل مثل هذه المناورات الضخمة .. مؤكدة ان القضية الفلسطينية هى لب الصراع بمختلف اشكاله في الشرق الأوسط وهذا ما ينبغي على القمة العربية في الرياض أواخر الشهر الحالي إدراكه وتوفير وسائل الاستعداد له صونا للحقوق العربية وحماية للأمن القومي العربي أو ما بقي منه. واشارت الى الجهود المتسارعة مع قرب موعد انعقاد القمة العربية في الرياض من اجل تسوية الكثير من الملفات الساخنة واهمها ما يجري في العراق وفلسطين ولبنان .. مشددة على ان الفلسطينيين نجحوا في اجتياز حاجز الازمة وتمكنوا من افساد كل المؤمرات الداخلية والخارجية ضدهم بتشكيل حكومة وحدة وطنية قدمت للعالم نموذجا جديدا للديمقراطية. ورأت أن ثمار هذه الخطوة الهامة بدأت تلوح في الافق من خلال تصدع الحصار الدولي الظالم ضد الشعب الفلسطيني وقرب انتهاء حرب التجويع التي تقودها امريكا واسرائيل ضد ابناء هذا الشعب الصامد .. مشيرة الى انه تم نزع فتيل حرب اهلية داخلية كان يمكن أن تأتي على كل ما تبقي من القضية الفلسطينية وهو ما يحقق الهدف الاسمي للمشروع الصهيوني في المنطقة. وقالت الصحف اذا كان القادة الفلسطينيون قد أوفوا بما وعدوا به بالتوجه الى قمة الرياض بحكومة وحدة وطنية فإن المسئولية تقع الآن على الدول العربية لبذل كل الجهود الممكنة لانجاح حكومة الوحدة سواء بالدعم السياسي والمالي المباشر أو باقناع دول العالم بالوقوف الى جانب هذه الحكومة. وفي الشأن اللبنانى قالت الصحف ان الوضع على الساحة اللبنانية غائما يسوده التوتر وتتقاذفه الاتهامات المتبادلة من زعماء الفصائل السياسية اللبنانية على الرغم من التفاؤل الذي ساد مؤخرا مع سلسلة اللقاءات التي عقدت بين سعد الحريري زعيم الاغلبية والرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب .. لافتة الى أن اللقاءات لم تصل الى النتيجة المرجوة حتى الآن. واعربت عن املها في ان يتمكن الزعماء العرب في قمة الرياض من ايجاد تسوية للازمة اللبنانية تقوم على اساس قاعدة لا غالب ولا مغلوب لنزع فتيل ازمة اكبر تلوح في الافق. وحول زيارة الرئيس المصرى لتركيا قالت الصحف ان الزيارة التى تبدأ اليوم تكتسب أهمية بالغة تتمثل في أنها تأتي قبل انعقاد القمة العربية المقرر عقدها في الرياض يوم28 مارس الحالي وقبل المؤتمر الذي ترغب تركيا في عقده باسطنبول بشأن العراق بحضور وزراء خارجية دول الجوار العراقي والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي والذي من المأمول أن يكون أكثر جدية من مؤتمر بغداد في التطرق إلى القضايا الرئيسية التي تمس المواطن العراقي مثل قضايا الأمن واللاجئين والطاقة وأن يصل إلي حلول ونتائج ملموسة لا تتغاضي عن الأسباب الرئيسية للمشكلة العراقية. ولفتت الى ان الزيارة تتضمن أبعادا سياسية مهمة في إطار المواقف الاقليمية والدولية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن خاصة ملف الأزمة العراقية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي وعمليات الحفر والتنقيب التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس حول المسجد الأقصى. وخلصت الى القول بان زيارة الرئيس مبارك ومباحثاته مع المسئولين الأتراك تعكس اهتمام مصر الكبير بتعميق العلاقات مع تركيا التي تلعب دورا إقليميا واضحا في الظروف الحالية ولديها اهتمامات واضحة بالقضايا العربية والاسلامية كما تعكس اهتمام مصر بالحوار الاستراتيجي التركي المصري المقبل الذي يؤكد رغبة الجانبين للاتفاق على صياغة لهذا الحوار. // انتهى // 1106 ت م