علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على خطة الرئيس الامريكية التي أعلن فيها عن استراتيجية جديدة في العراق وقالت فجأة بدى الامر وكأن الرئيس الامريكي بوش اكتشف وجود دول معتدلة في الشرق الاوسط يهمها استتباب الامن والاستقرار في المنطقة عندما طالبها بدعم العراق المحتل من قبل قواته العسكرية معلنا زيادة قواته هناك بدعوى حماية مستقبل الدول المعتدلة وهو الذي لم يلق بالا لنصائح هذه الدول مسبقا بعدم غزو العراق وفتح ابواب الجحيم فيه. وأكدت الصحف أنه لو كانت الادارة الامريكية مخلصة حقا في حماية الامن والاستقرار في المنطقة لصالح هذه الدول المعتدلة لبادرت هذه الادارة الى تنفيذ توصيات لجنة بيكر هاميلتون والتي استهدفت تحقيق انسحاب امريكي مشرف من العراق وقدمت وصفة لذلك قاعدتها حل المشكلة الفلسطينية التي تمثل جوهر الصراع في الشرق الاوسط بدلا من التحيز الاعمى لاسرائيل على حساب مصالح الدول العربية الراغبة في سلام عادل والساعية الى اقامة شرق اوسط آمن ومستقر بما يسمح لها بالتفرغ للتنمية ورفع مستوى الشعوب وليس سفك دماءها كما تفعل الولاياتالمتحدةالامريكية في العراق وتتواطأ مع من يفعل ذلك في فلسطينالمحتلة. وجددت الصحف المصرية رفضها لسياسة المحاور بوصفه مبدأ ثابت حرصت عليه السياسة المصرية منذ تعرضها لضغوط للانضمام الي حلف بغداد في الخمسينيات من القرن الماضي وهو مبدأ أعاد وزير الخارجية أحمد ابو الغيط تثبيته بنفيه كل ما يتردد حول وجود ضغوط أمريكية لإيجاد محور سني لمواجهة المد الشيعي الإيراني في المنطقة. وأوضحت أن رفض مصر لسياسة المحاور لا يلغي الحاجة الملحة للتشاور والتنسيق بين مصر ودول الجوار لتجنب انجراف المنطقة الي حالة من عدم الاستقرار والفتنة الطائفية ولتفادي المواجهة بين العالم الإسلامي والغرب ومن هذا المنطلق تأتي اهمية المحادثات التي أجراها وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط مع المسئولين الاتراك وتناولت القضايا العالقة في المنطقة وفي مقدمتها العراق والاراضي الفلسطينية ولبنان وتأكيد الجانبين ضرورة حل المشكلات بالطرق السياسية ومن خلال التوافق الوطني. وخلصت الصحف المصرية بالاشارة الى أن هناك عدة عناصر اساسية يمكن ان تشكل اساسا للجهد المشترك الذي يمكن أن تقوم به دول الجوار لحل الأزمة العراقية بعد ان وصلت الجهود الأمريكية الي طريق مسدود تتلخص في ضرورة تولي الحكومة العراقية مسئوليتها لحل الميليشيات العسكرية وانشاء جيش عراقي قوي تنضم اليه كافة فئات المجتمع العراقي وأن تبذل دول الجوار جهودها لإقناع السنة بالقيام بدور سياسي والتوصل الي توافق وطني لإعادة النظر في بعض مواد الدستور التي لا تحظي بإجماع وطني في العراق. // انتهى // 1010 ت م