اعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بان مطالب رئيس اركان الجيش البريطانى الجنرال ريتشارد دانات بانسحاب قوات بلاده من العراق هى صفعة جديدة للسياسة الامريكية التى اتبعتها الحكومة البريطانية في مسعى لكسب المغانم من وراء احتلال العراق. وقالت ان القائد البريطانى الذى صدم حكومة بلير بهذه الحقيقة رأى ان الوجود البريطانى المسلح على الارض العراقية بدون رضاء شعبها يجعل الاوضاع الامنية اشد سوءا في العراق كما يزيد من المتاعب التى تواجهها بريطانيا في العالم لافته الى ان المعارضة لاستمرار احتلال العراق جاءت من جانب القائد البريطانى بعد اعلان مقتل 655 الف عراقى في سنوات الاحتلال الانجلوامريكى نتجية تردى الاوضاع الامنية والاقتصادية والصحية منذ الغزو. واضافت تقول لا نعتقد ان قلب القائد البريطانى انفطر لهذا العدد الرهيب من ضحايا الاحتلال فهو يطالب بالانسحاب من اجل حماية مصالح بلده..وتساءلت قائلة عن قلوب هؤلاء الذين يساندون الاحتلال في العراق ويطالبون باستمراره كما فعل جلال طالبانى منذ ايام في احدى مفارقات السياسة العربية في الوقت الحاضر. واكدت ان المقاومة ضد الاحتلال ستستمر حتى يخرج اخر جندى اجنبى ومعه كل العملاء الذين تنكروا لشعبهم وسلموا انفسهم قبل وطنهم للغاصبين وتنتهى هذه المفارقة اذ لايصح الا الصحيح. وفي الشأن الفلسطينى استغربت الصحف المصرية تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وتكاد تقضي علي المكاسب التي حققها الفلسطينيون خلال العقد الأخير وتعيدهم مرة أخري إلي أجواء التشدد والصراع الداخلي الذي عانت منه الساحة السياسية الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات لافته الى خطوط حمراء لايجب الاقتراب منها التى حدد مشعل في خطاب له الليلة قبل الماضية بدمشق قائلا إن حماس لن تعترف بإسرائيل ولن تنبذ المقاومة ولن تستسلم لمن يريد الانقلاب عليها داعيا إلي اقامة دولة فلسطينية علي حدود1967 في غضون أربع سنوات. وتساءلت قائلة كيف ستقوم الدولة الفلسطينية دون أن يرتبط ذلك بترتيبات مع إسرائيل وكيف ستمارس هذه الدولة مهامها وهي لا علاقة لها بإسرائيل ومن في هذا العالم سيعترف بالدولة الجديدة التي لن تعترف بجارتها إسرائيل ولن تكون ملتزمة بالاتفاقيات التي تم توقيعها معها في السابق معربه عن اسفها من إن هذه الدولة ستصبح طالبان جديدة لا يعترف بها أحد في العالم. وحول توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق قالت الصحف المصرية ان توقيع الاتفاق يعكس قناعة مهمة تتزايد يوما بعد الآخر لدي السودانيين وهو أن الحوار والتفاهم والتوصل إلي سلام شامل ودائم هو في مصلحة السودانيين كافة مشيرة الى ان تجربة الحرب في الجنوب وفي إقليم دارفور اثبتت أن الكل خاسر في هذا الصراع ليس فقط في سقوط آلاف القتلي والجرحي وملايين المشردين واللاجئين بل في توجيه موارد البلاد إلي الحرب والصراع والاقتتال بدلا من توجيهها صوب التنمية ورفع مستوي معيشة المواطنين. ورأت ان اتفاق الشرق وكذك اتفاقا الجنوب ودارفور يحتاج إلي اتخاذ خطوات جادة وحقيقية لتثبيتها علي أرض الواقع من جانب جميع السودانيين وذلك بتغليب ثقافة الحوار وإدارة الخلافات بطريقة سلمية ونبذ اللجوء إلي السلاح أو الاستقواء بأطراف خارجية لا تستهدف سوي تحقيق مصالحها إضافة الى الحفاظ علي وحدة واستقرارالسودان وترسيخ العملية السياسية الديمقراطية المرتكزة علي ترسيح مبدأ المواطنة ومشاركة كافة السودانيين في السلطة دون تمييز عرقي أو ديني وتحقيق توازن عادل للثروات والسلطة بين الاقاليم. //انتهى// 1229 ت م