اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله سبحانه والعض عليها بالنواجذ ابان هذه الفتن العمياء والاستقامة على دينه والثبات عليه للنجاة من اي داهية دهياء. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام // ان حاجة المرء في هذه الحياة تهزه في غمار خوضها هزا ويدع الى مخالطة بني جنسه دعا وانه كادح الى ربه كدحا فملاقيه ثم هو خلال ذلك كله اما ان يذوق حلو الحياة او ان يلسع بلهيب مرها غير انه يستجلب المراغمة والمصابره بخيله ورجله وهو مع هذه المراغمة في نواحي الحياة خير ممن زوى نفسه في زاوية ضيقة لايرى فيها الا نفسه لينئا بها عن مكابدة الحياة ومخالطة اهلها قال النبي صلى الله عليه وسلم / المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لايخالط الناس ولايصبر على أذاهم //. واضاف فضيلته يقول // وفي خضم معاناة الحياة وضروبها يجد المرء نفسه بالضرورة محاطا بالناس في بيته وسوقه ومسجده وعمله وهيهات ان تكون سمات المخالطين له على حد سواء بل انهم سيمثلون امامه على ثلاثة اصناف صنف مادح له وصنف قادح له وصنف ناصح له وخير هذه الثلاثة آخرها // لافتا النظر الى ان المدح هو سلاح خطير ومحك دقيق في عفة اللسان وحسن القصد وانه غالبا مايؤدي بالممدوح الى الغرور والبطر وبالمادح الى المبالغة والتصنع والنفاق لان من نظر الى صاحبه بعين الرضا في كل شئ كلت عينه عن عيوبه فيكثر مدحه ويقل صدقه ويخبث قلبه او انه يمادح طلبا للود ظاهرا وسهام تنطلق غيضا اذا غاب عنه . وبين امام وخطيب المسجد الحرام ان الناس من هذا الصنف ليسوا قليلا وان ديدن الواحد منهم المدح والاطراء بحق وبغير حق وان احدهم يحمل عن الممدوح القبائح ويحسن له الاخطاء حتى يألف الممدوح ذلك فيغيب وعيه عن حقيقة نفسه ويتعاظم عن عيب ذاته ثم يدمن الثناء حتى يوالي ويعادي على ذلك. // يتبع // 1631 ت م