اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور اسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي خير زاد ليوم المعاد 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم بالمسجد الحرام// ديدن المؤمن الحق وسمته التي يمتاز بها ونهجه الذي لايحيد عنه حكم على النعماء وصبر على الضراء فلا بطر مع النعم ولا ضجر مع البلاء ولما لايكون كذلك وهو يتلو كتاب ربه الاعلى وفيه قوله سبحانه// واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد //وبه قوله عز اسمه / انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب //وقوله سبحانه //واصبروا ان الله مع الصابرين //الى غير ذلك من الايات الكثيرة الدالة على هذا المعنى // . واضاف لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل حال المؤمن في مقام الشكر والصبر وكريم ماله فقال /عجبا لامر المؤمن ان أمره كله خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له / فالعبد مادام في دائرة التكليف فمناهج الخير مشرعة بين يديه فانه متقلب بين نعمة وجب شكرها ومصيبة وجب الصبر عليها وذلك لازم له في كل اشراط الحياة ولقد كان للسلف رضوان الله عليهم اوفر الحظ واروع الامثال في الشكر والصبر مما جعل منهم نماذجا يقتدى بها ومنارات يستضاء بها وغايات ينتهى اليها في هذا الباب حيث كان لهم في صدر الاسلام وقفات امام صولة الباطل وما نالهم منه من اذى ونكال وما صب عليهم هذا الباطل من عذاب ولم يزدهم الاذى والنكال والعذاب الا صبرا وثباتا على الحق وصمودا واصرارا على مقارعة المبطلين . وبين فضيلته كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشحذ عزائمهم ويحفز همهم الى لزوم الجادة والاستمساك بالهدى وعدم الحيدة عن صراط الله مهما اعترض سبيلهم من عوائق ومهما نزلت بهم المحن ونجمت الخطوب . فأورثهم ذلك تمكينا في الارض وعزا وانتصارا تهاوت معه عروش الاكاسرة والقياصرة تحت اقدامهم فكانت لهم الحياة الطيبة التي كتبها الله لهم كفاء ثباتهم وصبرهم وشكرهم على ماخولهم ربهم من وافر النعم وكريم الالاء . واضاف قائلا ثم خلف من بعدهم خلفا فت في عضدهم صروف الدهر ونوائب الايام ونالت من عزائمهم وحادة بهم عن الجادة مضلات الفتن فاذا هم لايشكرون الله ازاء نعمة ولايصبرون امام محنة فهم داخلون فيمن وصف الله سبحانه واقعهم بقوله //ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمان به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين // 0 // يتبع // 1541 ت م