تنبض ساحات نادي اليخوت في جدة هذه الليالي الرمضانية المباركة لتملأ المكان روح الحياة البحرية عبر العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية والإبداعية طيلة أيام شهر رمضان، وتشهد توافد أعداد كبيرة من أهالي جدة وزوارها من داخل المملكة وخارجها، لقضاء وقت ماتع بالفعاليات المتنوعة، لتشهد منطقة نادي جدة لليخوت باقةً منوعة من الأنشطة والفعاليات، تتجسد في مسيرات فلكورية تردد أهازيج ترحيبية بزوار مرسى اليخوت والمارينا. " واس" رصدت عددًا من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي توزعت في عدة مواقع، كانت البداية مع مسيرة فرقة شعبية فلكورية مرورًا على شاطئ نادي اليخوت المليء بالزوار، ليجوب بنا الرصد إلى زوايا المارينا والمرسى "السقا"، الذي يلفت نظر الزائر بمشهده التراثي، حاملاً على عاتقه عوداً خشبياً تتدلى من جانبيه " تنكتان " حديديتان مملوءتان بالماء يُحضّر يوميًا لملء " الأزيار" بالبيوت بصورة منتظمة بعدد "الزفات"، ويردد أهازيج تنادي بوجود "السقا" ودفع الأجرة بمقدار "قرشين" لمن يريد الماء. كما لفت الأنظار خلال موسم رمضان مهنة شهيرة قديمًا عرفت باسم "فرقنا" وهو البائع المتجول الذي اشتهر بحمل ما يسمى "البقشة" المليئة بكل ما تحتاجه المرأة من ملابس وإكسسورات بسيطة وعطور وبعض الآواني المنزلية الشهيرة آنذاك، وكان يجوب الأحياء والأزقة مشيًا على الأقدام، حاملًا بضاعته أو راكبًا حماره. وأعادت الفعاليات شخصية "العسة" بكل تفاصيل مهامها الأمنية والإنسانية الذاكرة للزوار وخاصة من كبار السن مستذكرين صوت صافرتهم وحملهم الفانوس والعصا، حيث استوقفهم المشهد لالتقاط الصور والتعرف على تفاصيل تلك الشخصية التاريخية، فيما استحضرت فعاليات مهنة "المسحراتي" في حقبة تعود لما قبل 50 عاماً، والتي كان قارع الطبلة يجوب الحارات لإيقاظ النائمين للسحور، يردد خلالها عبارات منادياً الأهالي وأصحاب البيوت بصوته الجهوري خشية أن يغلب عليهم النوم ويكون قد ذهب وقت السحور، ويردد العبارات التالية: "إصحى يا نايم وحد الدايم"، و"السحور يا عباد الله"، حيث ينحصر عمل المسحراتي فقط في هذا الشهر الفضيل. وتشهد بازارات موسم رمضان المقامة بنادي جدة لليخوت، إقبالا كبيرًا من أهالي وزوار الموسم الذين يفدون للمشاركة من خلال الانضمام إلى البازار الرمضاني، كما تميزت البازارات بتصميمها الحجازي القديم، المصحوب بمعالم شهر رمضان المبارك المتمثلة في الفوانيس والأقمشة المطرّزة بالزخارف الإسلامية التي تم وضعها في مقدمة البازارات لاستقبال الزائر بنكهة الماضي. فيما أبدع الطهاة في تنوع الأطباق السعودية المتمثلة في: الكبدة، والبليلة، والفول، والحلويات ومشروبات التوت والسوبيا، بكل ما تحمله من ذكريات، وعبق وأصالة؛ في رحلة إثرائية ثقافية حيث أصوات الأهازيج الرمضانية تملأ الأماكن والتفاعل الجماهيري، فيما أتاحت الفعالية فرصة مشاهدة إعداد المأكولات والتواصل الحي مع الطهاة في أجواء رمضانية، في حين تُشارك الفعالية الجمهور الذين تفاعلوا مع الحدث عبر التقاط الصور التذكارية في المكان الذي يتزين بالمشاهد الجميلة المليئة بالفوانيس والممرات المضاءة.