على الرغم من تغير الزمان وتغير الكثير من الطقوس الرمضانية عما كانت عليه في السابق، إلا أن عبق ورائحة الماضي المتعلقة بكل ما هو متوارث من الأجداد له طعمه ولذته، حيث يبقى المسحراتي الذي يضفي على شهر رمضان نكهته الخاصة. المسحراتي أبو حليم حكى ل «عكاظ» عن 30 عاما في مهنة المسحراتي، بقوله «السحور يا عباد.. السحور يا صيام» وهو يتذكر أيام الماضي الجميل فالمسحراتي على حد قوله كان له الدور الرئيسي في إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور وهو يقرع بطبله ويردد عبارات خاصة لإيقاظ النيام يصدح بها عند وصوله للبيوت مع النداء على اسم صاحب البيت ليوقضه وأهله لتناول السحور ويخرج خلف المسحراتي الأطفال وهم يرددون الأهازيج المختلفة. ويضيف أبو حليم: كان دوري إيقاظ الصيام قبل موعد الإمساك بساعتين، مشيرا إلى أن مهنة التسحير مهنة توارثتها الأجيال، وقال «كان جدي مسحراتي أخذها عنه والدي وأن من بعدهم»، مبينا أن المسحراتي يتقاضى مبلغا من المال يقدمه له الناس في نهاية شهر رمضان المبارك وهو عبارة عن مبلغ شكر بسيط نظير عمله طوال شهر رمضان في إيقاظهم للسحور. ويوضح أبو حليم أن دور المسحراتي في الوقت الحاضر قد اختلف، خاصة أن أغلب الناس مستيقضون ولا يحتاجون لإيقاضهم، لكن يبقى دور المسحراتي وهو يجوب الشوارع بطبلته له لذته لذلك دائما ما يوصي أبناءه بأن يأخذوا هذه المهنة عنه بعد وفاته كون شهر رمضان له موروثاته التي يجب أن تبقى. ويشارك أبو حليم كل عام في المهرجانات الرمضانية، حيث يجوب بطبلته وهو يصدح بأهازيج رمضانية، إضافة إلى الأهازيج الخاصة بوداع شهر رمضان والتي تقول «ودعوا يا كرام ودعوا شهر الصيام».