تتسم الحياة المجتمعية السائدة في منطقة جدة التاريخية بالكثير من العادات والتقاليد الأصيلة التي من شأنها إحياء الموروث الثقافي السائد في تلك المنطقة، حيث تجوب حارات جدة البلد العديد من الشخصيات في عروض تفاعل معها جميع شرائح زوار المنطقة التاريخية. ورصدت عدسة "واس" استمتاع الزوار بأطيافهم كافة خلال تسوقهم بالنفحات الرمضانية التي توشحتها أسواق جدة التاريخية، وفي الممرات الطرقات، وسماعهم الكلمات والعبارات، ومشاهدة الأشكال التقليدية التي تضفي إليها طابعًا فريدًا وخاصًّا بالتراث الأصيل. ويجوب زوايا جدة التاريخية وحاراتها العتيقة "السقَّا" ، الذي يلفت نظر الزائر بمشهده التراثي ، حاملاً على عاتقه عودًا خشبيًّا ، تتدلى من جانبيه "تنكتان" حديديتان مملوءتان بالماء،ويحضر يوميًّا لملء الأزيار بالبيوت بصورة منتظمة، وذلك بعدد "الزفات" ، ويردد أهازيج تنادي بوجود السقَّا ودفع الأجرة عبارة عن "قرشين" لمن يريد الماء . كما نجح موسم رمضان في جدة التاريخية في إعادة مهنة شهيرة قديمة عرفت باسم "فرَّقنا" وهو البائع المتجول الذي اشتهر بحمل ما يسمى "البقشة" المليئة بكل ما تحتاجه المرأة من ملابس وإكسسورات وعطور وبعض الآواني المنزلية الشهيرة آنذاك ، وكان يجوب الأحياء مشيًا على الأقدام، حاملًا بضاعته أو راكبًا على دابة. فيما أعادت الفعاليات شخصية "العسة" بكل تفاصيل مهامها الأمنية والإنسانية الذاكرة لزوار جدة التاريخية، وخاصة من كبار السن مستذكرين صوت صافرتهم وحملهم الفانوس والعصا ، حيث استوقفهم المشهد لالتقاط الصور والتعرف على تفاصيل تلك الشخصية التاريخية ، التي كانت تبعث الأمن والاستقرار بين أفراد المجتمع قديمًا، الذي دأبت على تطبيقه حكومة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله - وصولاً إلى عهد خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -المتمثلة بتوفير جميع وسائل الأمن في أنحاء المملكة.