يشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في الاجتماع رفيع المستوى الذي يعقد غداً بمقر الأممالمتحدة في نيويورك على المستوى الوزاري لبحث سبل تطوير علاقات التعاون بين الجامعة العربية ومجلس الأمن في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز الاستقرار في المنطقة العربية. وأفاد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية محمود عفيفي في تصريح له اليوم أن مشاركة أبو الغيط في الاجتماع تأتي في سياق التشاور والتنسيق الموسع الذي يقيمه مجلس الأمن مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية المختلفة بهدف خلق علاقة تكاملية بين المجلس وتلك المنظمات بما يعزز من فعالية الجهود الدولية والإقليمية لصون السلم والأمن في مناطق العالم المختلفة وفق الإطار العام الذي ينظمه ميثاق الأممالمتحدة. وأوضح أن عقد الاجتماع يأتي بناء على مبادرة تقدمت بها دولة الكويت بصفتها العضو العربي الحالي في مجلس الأمن،والتي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس لشهر يونيو الجاري،حيث سيترأس الاجتماع وزير الخارجية الكويتي سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وسيشارك فيه، إلى جانب أبو الغيط، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ووزراء خارجية وكبار مسؤولي الدول الأعضاء في مجلس الأمن. ونوه المتحدث بأن أبو الغيط سيلقي بياناً شاملاً أمام المجلس يستعرض فيه رؤيته بشأن سبل تسوية الأزمات التي تعصف ببعض الدول العربية ومعالجة التحديات الأمنية الأخرى التي تهدد أمن وإستقرار المنطقة، سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، أو تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في الصومال وتعزيز التعاون الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي، أو فيما يخص مواجهة ممارسات إيران التخريبية في المنطقة والتدخلات الإقليمية الأخرى في الشؤون الداخلية للدول العربية، إلى جانب تأكيد مركزية المكانة التي تشغلها القضية الفلسطينية بالنسبة للجامعة وسائر الدول والشعوب العربية، والحاجة لأن يتحمل مجلس الأمن مسئولياته لإنفاذ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتوصل إلى حل شامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار المتحدث الرسمي إلى أنه من المنتظر أن يطرح "أبو الغيط "في هذا الصدد جملة من المقترحات التي ترمي إلى تعزيز العلاقة التعاونية التي تنشدها الجامعة مع مجلس الأمن ومنظومة الأممالمتحدة ككل، وذلك من أجل تطوير الآليات المؤسسية لتبادل المعلومات بين الجانبين، وتكثيف التنسيق والأنشطة المشتركة بين الجامعة ومبعوثي وممثلي الأممالمتحدة إلى مناطق الأزمات العربية، ومع الارتكان على منصة التعاون العريضة التي توفرها إتفاقية التعاون المبرمة بين الأممالمتحدة والجامعة وبروتوكول تحديث أحكامها الموقع في عام 2016 ، وتوسيع رقعة العمل المشترك بين الجامعة والأممالمتحدة ليمتد ويشمل كافة مراحل الانذار المبكر والوساطة والمساعي الحميدة والعمل الوقائي وتسوية النزاعات وبناء السلام بعد انتهاء الصراع. ومن المقرر أن يعقد الأمين العام للجامعة العربية خلال تواجده في نيويورك جلسة مباحثات موسعة مع سكرتير عام الأممالمتحدة تتناول الجهود الدولية والعربية القائمة لتسوية أزمات المنطقة وسبل الدفع بأجندة التعاون المشتركة بين الجامعة والأممالمتحدة في شتى ميادين الاهتمامات المشتركة للمنظمتين، كما سيلتقي عدداً من وزراء الخارجية وممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وسيعقد أيضا اجتماعاً مع سفراء المجموعة العربية في الأممالمتحدة.