تستعرض المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الجهود الإنسانية والإغاثية لمكوناتها من الجمعيات الوطنية لزوار معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة “ديهاد 14 ” ، والذي يقام في مركز دبي التجاري العالمي والذي انطلقت فعالياته صباح اليوم وتستمر ثلاثة ايام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي . وقد افتتح الفعاليات المستشار إبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية ، والذي أكد على أهمية هذه الدورة كونها تناقش قضايا جوهرية تتعلق بتعزيز قدرة الأطفال في الحصول على حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والغذاء والحياة الآمنة والعيش الكريم، وتعزيز المبادرات التي استهدفت الضحايا من الأطفال في عدد من الدول التي تشهد أزمات وكوارث كاليمن و سوريا و العراق، إلى جانب دول القرن الأفريقي التي تشهد حاليا تفشي المجاعة وانتشار سوء التغذية الحاد حيث يواجه مئات الآلاف من الأطفال شبح الموت جوعا. ويعتبر المعرض ، أحد أهم أضخم الفعاليّات الإنسانيّة في العالم ، بهدف إلقاء الضوء على مستجدّات الشعوب المعيشيّة وإبراز احتياجاتها حيث يعمل المعرض كمنصة دولية هامة تجمع الأطراف الإنسانية والاغاثية والّتي بدورها تسعى لتوفير المساعدات وتلبية الاحتياجات للمنكوبين واللاجئين . واتاحة تتيح للجهات المختصّة التواصل والتنسيق وخلق قنوات جديدة للتوريد والمساعدة وتوفير اللوازم الأساسيّة للحالات الإنسانيّة مثل المساكن وأغذية الطوارئ والنقل الآمن والتعليم وغيرها . كما يناقش المؤتمر أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمعات والبلدان المنكوبة، والعمل على تحسين استجابة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات المعنية لمواجهة الأزمات التي تتفاقم حدتها عاماً بعد عام، ويتضاعف بالتالي ضحاياها من الفئات الضعيفة والهشة وخاصة النساء والأطفال. ونوه الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح السحيباني بالدور الإماراتي نحو خلق فرص التعاون والجهود الرامية إلى دعم العمل الإنساني من خلال قنواته الرسمية ، والخروج بإطار عمل نحو تنفيذ المزيد من الجهود الدولية المشتركة ، مشيراً إلى أن معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير يعد “منصة” نحو الإبداع في تقديم العمل الإنساني والإسعافي ، بالإضافة إلى مواضيعه التي تناولها في هذه النسخة تحت شعار “تأثير الأزمات والكوارث على الأطفال” مثل “أفضل الطرق لمعالجة الأضرار التي تلحق بالأطفال ويتعذر علاجها في حالات النزاع” و”إساءة معاملة الأطفال واستغلالهم” و “كسر دوامة العنف” و”الطرق المبتكرة للتعليم في الكوارث” والكثير غيرها. وأشاد “السحيباني” بجهود جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية من حيث البرامج الإستراتيجية المشتركة والأنشطة الإنسانية لتخفيف معاناة المنكوبين في ظل تناسل المآسي والكوارث ، منوهاً بمبادرات المؤتمر في سد الفجوة الغذائية وتنفذ برامج طموحة لتحسين صحة الأمومة والطفولة، وإتاحة فرص التعليم للأطفال الذين أجبرتهم ظروف النزوح واللجوء والفقر إلى ترك مقاعد الدراسة وحمايتهم من تداعيات الجهل والأمية. وفي سياق المبادرات التي تم عرضها ، أوضح المستشار الاعلامي للمنظمة أحمد أبوحسان أن المنظمة لمست خلال زيارتها لمخيمات اللاجئين خطورة نشأة جيل يعيش أحداث الصراع والألم ،يشاهد القتل والتعذيب والتشريد والتجويع والتهجير والنزوح مشيراً إلى أن هذا الجيل هو “الخاسر الأكبر” الذي سيكون عبر السنوات القادمة قنابل موقوتة يستخدمها رعاة العنف والإرهاب . وهذا يعني استمرار مسلسل ألم الأمة العربية والإسلامية ، ولذا عملت المنظمة على تصميم مشروعها “سلام” الذي شارك في تصميمه مائتي مختص من أهل العلوم الاجتماعية والتربية وما زالت المنظمة تلتمس رعايته المالية من الجهات المانحة وإطلاقه كونه سيعمل بعد دعمه من خلال فريق كبير للتركيز على البناء النفسي للأطفال اللاجئين من نواح متعددة ، بالتركيز على إعادة تأهيلهم ،وتصحيح مسار التفكير السلبي الذي بدأ يتشكل مع سنوات اللجوء وبقائهم في المخيمات ، ونقمتهم على المجتمع ، وبهدف المواءمة بين ما يعيشونه الآن وما يفكرون به في المستقبل ، وكل ذلك بالنظر إلى ما يقدم من دعم إغاثي واسع ومحاولة من المنظمة لصناعة جيل عربي مسلم جديد من رحم هذه المعاناة التي تمر بها الأمة . الجدير بالذكر أن معرض ومؤتمر “ديهاد” يقام على مساحة 16 ألف متر مربع وبلغ عدد المنظمات الإغاثية والمؤسسات الانسانية المشاركة 600 جهة تمثل 84 دولة . وبلغ عدد المحاضرين 66 محاضرا قدموا أحد عشر جلسة وثمان ورش عمل .