اختتمت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن أمس فعاليات الملتقى التربوي الثاني بعنوان "معلم العصر الرقمي" ، الذي نظمته كلية التربية بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، حيث اُكمل عرض الأوراق العلمية لمجموعة من المختصين البارزين في مجال التعليم الرقمي الذين استقطبتهم كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لتقديم أحدث التقنيات والاستراتيجيات التعليمية والموضوعات البحثية الحديثة والهامة. وتطرق في بداية الجلسات العلمية أستاذ تقنيات التعليم بكلية التربية بجامعة طيبة الدكتور هاشم الشرنوبي في ورقته العلمية بعنوان "التطبيقات التعليمية لتقنية الروبوت وتوظيفها في دعم الأدوار التربوية للمعلمين" إلى الابتكارات المتلاحقة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومجال تقنيات المعلومات والاتصالات والحاسوب والعلوم ذات الصلة، كذلك التجارب المتعددة لتطوير الآلات التقنية الحديثة، ودمج السلوكيات الاجتماعية في الآلات والأجهزة الرقمية المتطورة، مبيناً بأنها تتضح وتنمو يوماً بعد آخر، وقد أسهم ذلك في ظهور العديد من التطبيقات التقنية المتطورة، والتي من بينها تقنية الروبوت Robot Technology. وأضاف الدكتور الشرنوبي أن تقنيات الروبوت سوف تؤدي عند استخدامها في التعليم إلى تغيير أدوار المعلمين، و تطوير أداءهم، ومساعدتهم إلى حد كبير على القيام بواجباتهم ومهامهم التربوية؛ مما سيؤدي في النهاية إلى ظهور نمط جديد من التعليم في عصر جديد من عصور التقنيات التعليمية والمعلوماتية، يمكن أن يطلق عليه عصر المعلم الروبوت. في حين عرضت أستاذ تقنية المعلومات بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود الدكتورة هند الخليفة ورقة علمية بعنوان "مساحة الصّناع (Makerspaces) في التعليم: التقنيات والأبحاث والتوجهات المستقبلية"، عرّفت فيها مساحة الصانع (Makerspace) وأنها مكان يجتمع فيه أناس وخبراء يجمعهم اهتمام مشترك في مجال الحاسب أو الإلكترونيات أو الفنون والحرف اليدوية وغيرها لتنفيذ مشاريع ذات نفع عام أو خاص، مبينة بأن مساحات التصنيع بصورتها الحالية بدأت قرابة العقد من الزمن وتم توظيفها بكفاءة في المدارس و الجامعات لتعزيز مفهوم "أصنعه بنفسك"، مستعرضة بعض التجارب العالمية والإقليمية والمحلية في توظيف مساحة الصانع في العملية التعليمية. من جانبه تناول أستاذ تكنولوجيا التعليم المساعد بكليات الشرق العربي للدراسات العليا الدكتور محمد شلتوت المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل معلم ومعلمه حتى يصبحوا معلمين رقميين فعالين وناجحين في العملية التعليمة، وذلك ضمن ورقة علمية تحت عنوان "مهارات معلم العصر الرقمي". كما طرح أستاذ تقنيات التعليم المساعد بجامعة الملك خالد الدكتور عبد الله آل محيا في ورقته العلمية التي بعنوان "جسر الفجوة بين طلاب الجيل الرقمي والممارسات التربوية التقليدية من مدخل المعايير لدى مدير المدرسة والمعلم" توصيات إجرائية لكل من مدير المدرسة والمعلم لتنفيذ معايير تقنيات التعليم لدى كل من مدير المدرسة والمعلم، منوه إلى أن هذه المعايير صادرة عن الجمعية الدولية لتقنيات التربيةISTE " ". كما عُقدت أربع جلسات علمية مصاحبة شارك فيها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات ومنسوبي الإشراف التربوي والمعلمات وطالبات الدراسات العليا من مختلف مناطق المملكة بأوراق عمل ذات صلة بمحاور الملتقى الأربعة. و أتيحت في الملتقى فرصة للباحثات لعرض ملصقاتهن العلمية ذات العلاقة بمحاور الملتقى، حيث تم قبول ثمان ملصقات علمية تناقش موضوعات بحثية مختلفة قدمت خلالها المعلومات والأفكار بطريقة مختصرة ومبتكرة. وفي الختام أجريت مداخلة مع رئيسة قسم تقنيات التعليم بكلية التربية والمشرفة على الملتقى التربوي الثاني "معلم العصر الرقمي" الدكتورة حصة الشايع تقدمت فيها بالشكر الجزيل لمعالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل وللقيادات العليا بالجامعة ولعميدة كلية التربية الدكتورة أمامة الشنقيطي على دعمهن المتواصل لإنجاح هذا الملتقى، ولأعضاء قسم تقنيات التعليم اللاتي عملن بروح فريق العمل التعاونية على كل جهد بذل وكل نجاح تحقق. وأفادت الدكتورة الشايع أن الملتقى حقق الأهداف المأمولة منه في مواكبة المستحدثات التقنية في التعليم، و تفعيل الشراكة بين كلية التربية و المؤسسات التعليمية، و تشجيع التجارب المحلية الرائدة في مجال دمج التقنية في التعليم، مشيرة إلى أنه وجد تفاعلاً كبيراً من جميع المختصات و المهتمات بالمجال التربوي وكذلك الطالبات، فقد حظيت أيام الملتقى بحضور كبير، وبلغ عدد المسجلات أكثر من 1200، ولاقت الورش التدريبية إقبالاً كبيراً فبلغ عدد المسجلات 850 متدربة.