إعداد : محمد العواجي تصوير : موسى الخثعمي تمثل بئر زمزم ونشأته الإعجازية مكانة مميزة وروحانية يستشعرها كل آتٍ إلى الديار المقدسة من المسلمين في مختلف بقاع الأرض، سواءً ممن يؤدون مناسك الحج أو العمرة أو الزيارة، والذي يقع داخل فناء المسجد الحرام في مكةالمكرمة على نحو 20 متراً إلى الشرق من الكعبة المشرفة، ويصل عمقه لحوالي 30.5 متراً بقطر داخلي يَتراوح من 1.08 إلى 2.66متراً ، في حين يقع البئر من الناحية الهيدرولوجية في وادي إبراهيم الذي يَمْرُّ عبر مدينة مكةالمكرمة . وكالة الأنباء السعودية "واس" وقفت شاهد عيان على الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- ببئر زمزم وتوفير التقنية والعناية الخاصة لضمان توفير ماء زمزم المبارك لضيوف الرحمن الذين تتجاوز أعدادهم الملايين وخاصة مع حلول موسم حج هذا العام 1437ه والتأكد من مراعاة الجودة والكميات اللازمة التي تستوعب الأعداد الغفيرة على مستوى العالم . وتعرفت "واس" على مراحل تغذية البئر من المياه الجوفية ، حيث يوجد حالياً في حجرة تحتية محمية بألواح زجاجية تسمح برؤية البئر بوضوح ، وتستعمل مضخات كهربائية لسحب الماء من البئر بدلاً من الحبال والأسطل وتم تزويد خارج منطقة البئر بنافورات لماء زمزم البارد وحاويات توزيع مزودة لأغراض الشرب في مختلف نواحي الحرم المكي الشريف . وتثبت الدراسات أن بئر زمزم الذي يعد أشهر بئر على وجه الأرض لمكانتها الروحية المتميزة وارتباطها في وجدان المسلمين عامة والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة ، مر بحفر الجزء الأعلى منه الذي يبلغ عمقه 13.5 متراً في الطمي الرمليِ لوادي إبراهيم إلى جانب الجزء الأسفل أيضاً يبلغ عمقه 17.0 متراً في صخر القاعدة الأسفل "الديورايت" ، وتقع في الوسط صخرة سميكة مجواة شديدة النفاذية طولها نصف متر في حين أغلب الأجزاء الطميية من البئر مبنية بالحجارة ماعدا الجزء الأعلى الذي يبلغ عمقه متراً واحداً محاطاً بالإسمنت المسلحِ ، وبنيت الأجزاء الصخرية المجواة بالحجارة حيث تعد هذه الأجزاء المدخل الرئيسي للماء إلى البئرِ . وترتبط مشاعر القادمين إلى الأرضي المقدسة بروحانية نشأة بئر زمزم الإعجازية ، عندما بحثت "هاجر" بصورة شاقة عن الماء لتروي عطش ابنها إسماعيل عليه السلام ، وركضت سبع مرات ذهاباً وإياباً في حرارة مكة بين تلّين هما الصفا والمروة لجلب الماء ، -وبرحمة الله - أرسل جبريل ، الذي قشط الأرض ليخرج النبع وعندما ظهر النبع ، قامت هاجر مخافة أن ينفد الماء بتطويقه بالرمل والحجارة ، لينشأ اسم زمزم من عبارة " زُم زُم " التي تعني "توقف توقف" والتي كررتها "هاجر" أثناء محاولتها لاحتواء ماءِ النبع ، فيما تحولت المنطقة فيما بعد حول النبع إلى بئر وأصبح مكان استراحة للقوافل ويصبح في النهاية مدينة مكة ومسقط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويكون إقتداء المسلمين في سعيهم بين الصفا والمروة سبعة أشواط ب "هاجر" في بحثها عن الماء . // يتبع //