وقال إن الندوة تناقش الأحكام الفقهية المتعلقة بالمسجد الحرام انطلاقاً من النصوص الشرعية ، مشيراً إلى أن مرتادي المسجد الحرام بحاجة ماسة لمثل هذه الندوات التأصيلية والعلمية والفقهية التي تعمل على رفع الحرج عنهم بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة في عناية بالتيسير ولهذا أن المؤمل أن يخرج المشاركون فيها بتوصيات نافعة تصب في مصلحة الحرمين الشريفين من خلال مشاركة المجامع الفقهية في هذا الخصوص ليصل الجميع إلى زبدة علمية تستمد تكوين لجنة علمية تدرس الحرم المكي الشريف في جميع جوانبه التاريخية والفقهية والعقدية والعمارة الهندسية. ورفع معالي الشيخ السديس شكره للقيادة الرشيدة – حفظها الله – على ما توليه للحرمين الشريفين من فائق الرعاية وكريم العناية وماتبذله من دعم لامحدود لهذين المسجدين المقدسين وقاصديهما, مؤملا أن تخرج الندوة بثمار وأثار مباركة , وبيان توصيات نافعة تصب في مصلحة وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وسأل معاليه الله عزوجل أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وأمنها وأمانها وقيادتها وأن يجمع الجميع على الكتاب والسنة انه جواد كريم . عقب ذلك معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، بكلمة تحدث فيها، عن قدسية المكان الذي اختاره الله لبيته الحرام " أم القرى " وما خصه المولى عزوجل من رفعة ومكانة وتعظيم، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم في وصفين للارتباط الروحي والجسدي بهذه البقعة الطاهرة أولُهما في دعاءِ إبراهيمَ عليهِ السلامَ: ((فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ))، وثانيهما في قولِهِ تعالى: ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً)). وتطرق معاليه في كلمته إلى دور جامعة أم القرى من خلال كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ونُهُوضِها بعلومِ الشريعةِ واللغةِ طوالَ سبعةِ عقودٍ، وإسهامها في خدمةِ المسجدِ الحرامِ على مستوى الإمامةِ والخطابةِ والتعليمِ والإرشادِ فيه كونها مستقر الآلاف من أعلام الأمة وعلمائها، إلى جانب اسهام الجامعة بالمشورةِ الهندسيةِ في بنائِهِ، والبحثِ العلميِّ في كافةِ قضايا زوَّارِهِ من ضيوفِ الرحمنِ. فلاغَرْوَ أنْ تَحرص هذه الكلية العريقة على عقد ندوةً مختصةً بفضائلِ المسجدِ الحرامِ وأحكامِهِ بالتعاون مع الرئاسةِ العامةِ لشؤون المسجدِ الحرامِ والمسجدِ النبويِّ. وفي ختام كلمته توجه معالي مدير الجامعة بالشكر لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيزِ آل سعود - حفظه الله -، وحكومتِهِ الرشيدة، لما بذلوا – ومازالوا- لبيتِ اللهِ الحرامِ الكثيرَ الذي خلدَهُ التاريخُ، كما شكر أيضا صاحبِ السموِّ الملكيِّ مستشارِ خادمِ الحرمينِ الشريفين وأميرِ منطقةِ مكةَالمكرمةَ الأميرِ خالد الفيصل، الحفيِّ بمكةَ مكاناً وإنساناً، وكذلك معالي وزيرِ التعليمِ الذي تفضَّل بالموافقة على عقدِ هذه الندوةِ، مثمنا معاليه جهود الرئاسةَ العامةَ لشؤونِ المسجدِ الحرامِ والمسجدِ النبويّ، وعلى رأسها معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، على تعاونها مع الجامعة، مقدرا جهود كليةِ الشريعةِ والقائمين عليها لتنظيمِ هذه الندوةِ.