أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عزوجل في السر والعلن وإتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته عزوجل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام :" على حِين فترَةٍ من الرُّسل، هَبَّتِ النَّسَائم النَّدِيَّة، للرِّسالة الغرَّاء الإسلامِيَّة، بتشريعَاتها السَّنِيَّة الرَّبانيَّة، فاعْتَنَقتْها فِطَر أمم الأرض السَّوِيَّة، دُون تأبِّ أوِ الْتِياثِ طويَّة، إلى أن خَلَفت خُلُوفٌ انْبَجَسَتْ عَنهم قضِيَّة عَقدِيَّة وأيُّ قضِيَّة، طاشت لها النُّهى وطارَت،وأفلَتْ شُهُب الدُّجَا وغارت، وفي عصرنا الرَّاهن، وتحديدًا أواننا هذا،اسْتأنَفَت رَواجها، ومَجَّت مِلْحَها وأُجَاجها، فألهَبَت من غيرَةِ المسلم ضرَامها، والأناة والرَّويَّة دونها، هيهات مَرَامُها؛ لأنها في الدِّين أبْتر مِن الحُسَام الوَالِجْ، وفي الهَدْيِ الشريف أنْكى وقْعًا مِنَ السَّهم الزَّالِجْ. وأوضح أن هذه هي قضِيَّة تحكيم العَقْل بَيْن يَدَي صحِيح النَّقل، والاجترَاء على مُقَدَّس النُّصوص، بِمَحْضِ الآرَاء والأهواء ذات النُّكوص، فشاهَتِ الفهوم، وتمَرَّدت الحلوم، وصُوِّبت تلقاء الحقِّ الرُّجوم،وشخصَت حِيالها بالعُبوس والوجوم عِيَاذًا بالله. وأضاف فضيلته قائلا :" وهذه القضِيَّة التي تشبَّع بها كثير من المشارب،وانْسَاق خَلْفها فئام فأركسوا في حَمْأة الغياهِب، قد حَسَمها الإسلام،وجلاَّهَا أيَّما تجْلِيةٍ أسَاطينُه الأفذاذ الأعلام، قال تبارك وتعالى://يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورسوله// فهذه الآية الكريمة أصل في اسْتِئخار العقل بين يدي نور النقل، كما هي أصل عظيم في وجوب تعظيم النَّصِّ الشرعِي كتابًا وسُنَّة، والانقِياد لهما عملاً وتحكيما، وخُضوعًا وتسْلِيمَا، قال الإمام ابن تيميَّة النِّحرير، قولاً غاية في التأصِيل والتَّحرير: قال : "فكان من الأصول المُتَّفقِ عليها بين الصَّحابة والتَّابعين، أنه لايُقبل من أحَدٍ أن يُعَارِض القرآن رَأيه ولاذَوْقه، ولا معقوله ولا قياسَه ولا وجْدَه"، قال جل اسمه: ( ذَلِكَ وَمَن ْيُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، ومَا تعظيمها، إلاَّ إجلالُها بالتّحاكم والإذعان لها، ومن آكد تلك الشعائر الكتاب والسُّنّة: النور والضياء في الدّجنَة، وذلك دَيْدَن أهل الإيمان، وسَمْتُ أهل الرِّضوان . // يتبع // 16:37 ت م تغريد