عرض عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين فكرة إرساء نواة للدفاع الأوروبي داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وذلك ضمن الجدل القائم بين ضفتي الأطلسي لتحديث وأقلمة آليات الدفاع القائمة بين أوروبا والولاياتالمتحدة. وقالت مصادر أوروبية في بروكسل إن عدة دول أوروبية باتت تعتقد انه يمكن التوفيق بين طموحات إقامة دفاع أوروبي وبين الإبقاء على تحالف عضوي ومتين مع (الناتو). وتشهد الدوائر الأوروبية والأطلسية جدلا متصاعدا بشأن ضرورة إعادة هيكلة الدفاع الغربي والحد من النفقات وتوزيع المهام وتقاسم الأعباء ولكن في المقابل توجد مخاوف من تسجيل تصدع خطير بين الولاياتالمتحدة وشريكاتها إذ تعارض بريطانيا إقامة دفاع أوروبي مستقل ولكن أنصار الدفاع الأوروبي يرددون إن منح أوروبا دورا عسكريا قد يتم هذه المرة داخل هياكل الحلف الأطلسي. ومن جهته, قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده ستبقي على حضورها داخل القيادة العسكرية للناتو شريطة إقرار الحلف بضرورة تمكين أوروبا من قدرات دفاعية ذات مصداقية , بينما تدافع ألمانيا وفرنسا ودول البنيلوكس الثلاثة هولنداوبلجيكا ولكسمبورغ عن هذا التوجه الجديد. وقال وزير خارجية بلجيكا ديديه راندرس اليوم في حديث نشر في بروكسل إن هذه الدول الخمسة عرضت بالفعل خلال قمة (الناتو) في شيكاغو إقامة هيكل أوروبي للدفاع يعمل بشكل وثيق مع الحلف لتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي و(الناتو). وأوضح الوزير البلجيكي إن الولاياتالمتحدة تقوم بتمويل 77 في المائة من نفقات الدفاع الأطلسية وان الأزمة المالية في أوروبا تمثل فرصة لتوحيد القدرات الأوروبية في وقت يتجه فيه الشريك الأمريكي إلى تقليص حجم التزاماته في القارة الأوروبية. وأضاف إن الولاياتالمتحدة عارضت في السابق أي توجه دفاعي مستقل للاتحاد الأوروبي ولكنها باتت تقبل حاليا بذلك بسب تداعيات الأزمة المالية بين ضفتي الأطلسي. وأوضح إن (الناتو) يقيم شراكات مع عدة مجالات جغرافية في العالم ويجب التفكير في إقامة شراكة بينه وبين الدفاع الأوروبي. وأعلن وزير الدفاع البلجيكي بيتر ديكرم من جهته معارضته لأي توجه استقلالي على الصعيد العسكري لأوروبا. وقال في حديث صحفي اليوم إن (الناتو) يضل أساس ارتكاز الدفاع في القارة وانه يجب فقط تطوير آليات توزيع وتقاسم المهام والقدرات بين الحلفاء. // انتهى //