يعقد مسئولو الشؤون الخارجية والدفاع للدول الثماني والعشرين الأعضاء في حلف شمال الأطلسي سلسلة من الاجتماعات اليوم في بروكسل لمناقشة المهام الموكلة لتحالفهم العسكري في مواجهة تهديدات القرن الواحد والعشرين . وتمثل مسالة حسم الخطوط الرئيسة لما يعرف بالمفهوم الاستراتيجي الجديد للناتوالبند الحيوي في الاجتماعات الوزارية الأطلسية وذلك قبل قمة حاسمة لهندسة التوجهات الجديدة للناتو مقررة في لشبونة بالبرتغال يومي 19 و20 نوفمبر القادم . ويريد المسئولون المدنيون والعسكريون في المنظمة الأطلسية الاتفاق على إستراتيجية جديدة للتعامل مع ما يطلق عليه الحلف بالتهديدات الناشئة التي طرأت منذ إعتماد العقيدة السابقة عام 1999 والمتمثلة في مخاطر الإرهاب الدولي وإنتشارالأسلحة الباليستية والنووية والتهديدات المحدقة بإمدادات الطاقة والحرب الالكترونية والتقلبات المناخية والهجرة غير المنظمةومن بين المواضيع المدرجة في جدول الأعمال التوجه الى إنشاء نظام دفاع صاروخي لحماية المدنيين وليس فقط البنى العسكرية مستقبلا. ويعكف وزراء الحلف في مرحلة أولى على الإشكالية المعقدة المتمثلة في إصلاح الهياكل العسكرية للحلف والأخذ بعين الاعتبار المتاعب المالية المتصاعدة للدول الأعضاء والشروع في تخفيض أعداد موظفي الناتو ومستخدميه الى جانب تقليص المهام الإدارية داخل المقر الرئيس وفي فروع الحلف المختلفة،ويخطط الناتو للإبقاء على تسعة آلاف موظف في مرحلة أخيرة والاستغناء عن زهاءثلاثة آلاف شخص. كما يتجه الحلف نحو التخلي عن أكثر من عشرة من فروعه الإدارية والعسكرية في أوروبا . وتعارض الولاياتالمتحدة خطط الدول الاوروبية المعلنة بتخفيض نفقات الدفاع وتعتبر انها تتحمل لوحدها في جزء كبير بشريا وماديا تكاليف المجهود العسكري الغربي. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قبل اللقاء الوزاري الأطلسي أنه كلمازاد الخفض الذي يجريه الأوروبيون في قدراتهم تطلع الناس أكثر إلى الولاياتالمتحدة لتغطية أي فجوة تقع . وإضافة إلى الخلافات الاوروبية الأمريكية بشان تقاسم نفقات الدفاع في المستقبل فان خلافات حادة أخرى لا تزال قائمة بشان تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو. ونقطة الخلاف الأولى وغير المعلنة تتمحور في مطالبة الدول الاوروبية بان يتم ربط أي تطور في عمل الناتو على الصعيد الأوروبي والدولي بتعزيز جوهري للقدرات الدفاعية الأوروبية وهو أمر يواجه معارضة أمريكية بريطانية شرسة داخل الناتو وداخل الاتحاد الأوروبي. // يتبع //