يتجه حلف شمال الأطلسي إلى اعتماد نهج دفاعي جديد للتوفيق بين متطلبات تقّلص النفقات العسكرية وبين الإبقاء على قوة ردع ذات مصداقية لمواجهة التحديات الأمنية الجديدة والمتشعبة. ويعقد زعماء الناتو قمة في مدينة شيكاغو الأمريكية يومي الأحد والاثنين تخّيم عليها متطلبات أقلمة عمل الحلف مع تداعيت الأزمة المالية التي تعصف بالعديد من دوله من جهة ومن جهة أخرى ضرورة مواكبة التحديات الجديدة مثل التهديدات الرقمية والقرصنة الالكترونية وظهور بوادر ومؤشرات لارتفاع نفقات الدفاع في منطق معينة من العالم وفي مقدمتها أسيا. ويقول المسئولون في حلف الناتو في بروكسل إن النهج الدفاعي الأطلسي الجديد الذي أطلق عليه بالدفاع الذكي يعتمد على إرساء إستراتيجية تعاون متعددة الأطراف بين دول الناتو أولا ومع الدول الشريكة ثانيا لتحسين قدرات الحلف على مواجهة التهديدات الجديدة. ويقول الحلف إن حجم الإنفاق على الدفاع في آسيا يتجاوز هذا العام للمرة الأولى حجم الإنفاق العسكري للدول الأوروبية المنتمية للناتو. وتهدف مبادرة الدفاع الذكري إلى تعزيز مشاريع التعاون وتقاسم وسائل عسكرية معينة. ويهدف الحلف إلى مساعدة الدول الأعضاء على التخفيف من أثر تراجع أحجام الميزانيات العسكرية وخاصة لدى الدول الأوروبية حيث باتت الولاياتالمتحدة تتحمل أكثر من 75 % من الموازنة العامة للحلف الأطلسي وتمتلك غالبية القدرات العسكرية الإستراتيجية. وتقول الإحصائيات التي نشرها الناتو عشية قمة شيكاغو إن عشرين دولة عضو في الحلف من بين الدول الأعضاء الثمانية والعشرين قامت بتخفيض نفقاتها العسكرية بشكل كبير خلال الفترة الممتدة من عام 2008م إلى عام 2011م وهي الفترة التي شهدت احتدام ألازمة المالية الأوروبية. وقال مسئول برنامج إصلاح الحلف في بروكسل الجنرال الفرنسي ستيفان ابريال إنه يجب الحفاظ على القدرات العسكرية للناتو بالرغم من الأزمة التي تؤثر على اقتصاديات الدول الأعضاء. // يتبع //