لماذا برأيكم يهرع مدير مدرسة «ملوي هدومه»، إلى داخل أحد الملاعب أثناء مباراة مدرسية. لينقذ طالبا تعرض لإصابة؟ ليمسك طالبا متأخرا دراسيا بالجرم المشهود ويقول له بأبوية حانية: «يا قرة عيني. الاختبارات اقتربت، ومن المفترض أنك الآن في المنزل تذاكر دروسك أولا بأول عشان تنجح وتصير الأول»؟. كلا. هذا المدير المحترم ساءه أن يُهزم فريق مدرسته فأمسك طالبا يبدو أنه هداف الفريق المنافس وكاله ركلا ورفسا ولكما أمام الله وخلقه ومدير التعليم في المنطقة. أقول لكم شيئا. ليس المعلم فقط من فقد الهيبة. مديرو المدارس أيضا. التعليم كله بات «خذني جيتك». ما السبب؟ لا أدري. هل تعرفون لماذا لدينا في كل زقاق 20 مكتب عقار، بحيث يمكننا أن ندخل موسوعة جينيس؟ لأن كثيرا من المعلمين لا يعرفون كيف يقضون أوقات فراغهم إلا بفتح مكاتب للعقار والسمسرة على الأراضي والشقق. البقية، اكتشفوا اختراعا جديدا. أنشؤوا جمعية للمطالبة بالفروقات. سمعت البقية الباقية بالجمعية، فثارت غيرتهم: «نحن أيضا لا بد أن ننشئ جمعية». أنشؤوا جمعية أخرى للمطالبة بالاستحقاقات. صارت الجمعيات موضة هذه الأيام. كل يومين تصدر الجمعية الأولى بيانا، فيفكر معلمو الجمعية الثانية: «لماذا هم فقط ينشرون بيانا. نحن أيضا لا بد أن نكتب بيانا مضادا». تنشأ معركة بيانات تربوية. جمعية تقول: «نحن الممثل الشرعي للمعلمين»، ترد الجمعية الأخرى: «نحن الممثلون الأصليون»، وشر البلية ما يضحك. أريد أن أقول شيئا: لا بد أن نعترف. نحن فاشلون في كرة القدم. أنديتنا فاشلة ومنتخبنا أفشل. نريد أن نكون أبطال العالم في أي شيء يا ناس. والحالة الوحيدة التي يمكن أن نكون فيها أبطال العالم في كرة القدم هي بعد ثلاثة آلاف عام، حين تكون كل دول العالم، حتى موزمبيق، قد هجرت الكرة. وبعد أن نصبح المنتخب الوحيد تقرر «فيفا» منحنا البطولة، ويسلمنا حفيد بلاتر السادس والستون كأس العالم. أين كنا؟. آه. في كل صف دراسي هناك حصة رياضة. بالأحرى حصة كرة قدم. أنا لدي اقتراح. طالما أن الطلبة والمعلمين يمضون معظم الحصص وخلال الفسحة وبعد الصرفة في ضرب بعضهم، فيجب أن تخصص حصة الرياضة للملاكمة بدلا من الكرة. حتى يمكن أن نكون أبطال العالم في الملاكمة. بالطبع فإن تحويل الملاكمة إلى رياضة شعبية ليس مشروعا سهلا على الإطلاق، إلا أن لدينا خبرات تربوية عظيمة ومطمئنة من قبيل هذا المدير الخبير في الملاكمة المدرسية النموذجية التربوية التعليمية.