رفعت قبيلة آل خريم أمس في نجران راياتها البيض تقديرا لموقف قبيلة آل حوكاش التي أعلنت العفو عن ابنها إبراهيم بن حسين آل خريم إثر شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد حكم عليه بالقصاص لقتله علي بن صالح آل حوكاش قبل خمسة أعوام بسبب شجار بينهما. وشهد مقر الصلح في حي رير، حيث تقيم قبيلة آل حوكاش، حضورا كثيفا يتقدمهم أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالعزيز الذي قاد مساعي الصلح بتوجيه من خادم الحرمين وبحضور شيخ شمل قبائل المكارمة الشيخ عبدالله المكرمي الذي كان الساعد الأيمن لأمير المنطقة في إنجاز الصلح، كما حضر كل من شيخي الشمل حمد بن منيف وصمعان بن نصيب، حيث اصطفوا جميعا جنبا إلى جنب ومعهم أفراد قبيلة آل خريم يتقدمهم الشيخ علي بن عجيم، مكونين جسرا بشريا تنقطع فيه نظرة العين يسمى ب«المنصد» باتجاه أفراد قبيلة آل حوكاش لطلب الصفح والعفو عن القاتل إبراهيم آل خريم. وارتجل أمير المنطقة كلمة خاطب فيها أفراد قبيلة آل حوكاش بحسب عادتهم الشعبية التي يتخاطبون به في مناسباتهم «مأجورين والسلامة» قائلا: «جئتكم في هذا اليوم طالبا إياكم أن تصفحوا عن الشاب إبراهيم آل خريم من القصاص لوجه الله وبشفاعة ملك الإنسانية الملك عبدالله الذي حملني تحياته لكم ولوجه ولي العهد ولوجه الشيخ عبدالله المكرمي، ولمن حضر من أهالي نجران في هذا الصلح». وأضاف الشيخ عبدالله المكرمي مخاطبا آل خريم: «نضع أيدينا في يد أميرنا الأمير مشعل بن عبدالله ونناشدكم خيرا فيما طلبه الأمير مشعل وتقديرا لحضورنا». وما إن استمع آل حوكاش لطلب الأمير مشعل والشيخ عبدالله المكرمي حتى ردوا على أمير نجران بأعلى أصواتهم «ارحبوا فيما جئتم له وطلبكم ملبى ونحن عفونا وصفحنا وسمحنا لوجه الله سبحانه وتعالى ولوجه الملك عبدالله ولولي عهده ولوجهك أنت ولوجه الشيخ عبدالله المكرمي». وطلب آل حوكاش بعد ذلك أن يستمعوا إلى عفوهم في زامل نجراني حملت كلماته معاني الصفح والعفو والتسامح. واشترطوا في بيانهم الذي ألقوه بين يدي الأمير مشعل بن عبدالله أن يتم إجلاء القاتل خارج المنطقة نجران تقديرا لنفسياتهم ولحفظ ماء الوجه، وأن يكون دمه مهدورا وهو ما امتثلت له قبيلة آل خريم. وقدم أمير نجران كل الشكر والتقدير لآل حوكاش لعملهم الإنساني بالعفو عن قاتل ابنهم، كما شكر كل من سعى في الصلح وتقريب وجهات النظر، لترتفع بعدها رايات قبيلة آل خريم البيضاء تقديرا لقبيلة آل حوكاش على عملهم الإنساني النبيل بالعفو والصفح، وساروا في شوارع حي رير مرددين «بيض الله وجه من هو يدور للجميل» كما رفعت الرايات في أعلى قمم الجبال المحاذية لهم. من جهة أخرى قدم إبراهيم حسين آل خريم «والد القاتل» الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وأمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله والشيخ عبدالله المكرمي وكل من سعى في عتق رقبة ابنه من القصاص، مشيرا إلى أنه لن يوفي آل حوكاش حقهم وسيظل مدينا لهم مدى الحياة .