هؤلاء الشباب أطلقوا مجموعة تضمهم تحت اسم «غيرني» تقوم فكرتها على تغيير السلوكيات السلبية في المجتمع والفرد إلى أخرى إيجابية، فراس محمد بقنة مؤسس المجموعة يستعرض أهداف ونشاط المجموعة: «نهدف إلى تغيير الفكر الفردي، في المحيط، المدينة، ثم المجتمع، وفقا لآلية بسيطة سهلة لا تكلف في مشاريعها ولا تتطلب جهودا جبارة أو شهادات وخبرات، كعدم تشويه الجدران ومبدأ السلام في الإسلام والابتسامة في وجوه الآخرين، ونحن مجموعة من الشباب والفتيات الذين يهدفون إلى تغيير مجتمعهم بأبسط الحلول». لقاءات أسبوعية وشهرية وتطور نشاط المجموعة عبر التقنية الحديثة من خلال إنشاء قروب في الفيس بوك: «قمنا بإنشاء قروب في الفيس بوك ووصل عدد أعضائه إلى ما يقارب ألفي عضو وعضوة، حيث بدأنا ما بين الرياضوجدة وبدأنا فعليا بهذه الحملة في 1/1/1431ه بإقامة مشاريع تخدم المدينة، وخصصنا لقاء أسبوعيا في الإنترنت بموضوع حواري حول إحدى القضايا التي تخص الشباب والبنات كعلاقتهم ببعض ونظرة الدين لها، والعرف، كما أننا نجتمع في لقاء اثنيني نصف شهري للقاء القروب بحضور بعض الأطباء لمشاركتنا الحوار، وفي نهاية الشهر يكون لدينا لقاء شهريا في إحدى الاستراحات يشاركنا فيه كبار المفكرين والإعلاميين، حيث يكون معنا نهاية الشهر المفكر الإسلامي عبدالكريم بكار وهو عضو شرفي مجموعة غيرني الشبابية». غيرني مؤنثة وفيما يتعلق بالفتيات ودورهن في المجموعة، يوضح بقنة: «بالنسبة إلى البنات فلهن إدارة خاصة منفصلة عن الشباب بقيادة الزميلة أروى بنت عبدالله، وهدفنا واحد ما بين نشر المعلومات والحرص على هذا العمل التطوعي بيننا ولا يربطنا بهن اجتماعات أو تواصل ولكنهن تحت اسم غيرني فقط، حيث قامت هؤلاء الفتيات بمشروعهن الأول والذي يعتبر حصريا لصحيفة «شمس» باسم «حبة علك»، والذي بدأت انطلاقته في جامعة الملك سعود في فرعي عليشة والملز وكذلك جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الأميرة نورة وجامعة اليمامة، وفكرة المشروع تقوم على إزالة بواقي «العلك» والأوساخ في جامعات البنات، وهناك بعض الجامعات لديها مقر خاص في نفس الجامعة باسم «غيرني» سواء للشباب أو البنات مثل جامعة الملك سعود، والآن نتواصل مع جامعة الأمير سلطان لإقامة مقر خاص للمجموعة في نفس الجامعة، وتكون لديهن إدارة خاصة ولكن على أسس ومبادئ وأهداف وقيم مجموعة غيرني». مشاريع مستقبلية وبالنسبة إلى مشاريع السنة، يشير بقنة: «لدينا مشاريع لهذا العام حددناها مسبقا، حيث تختص مجموعتنا فقط بالسلوكيات، وأي مشروع يدخل في السلوك فإننا نبادر فيه لتغييره إلى الأفضل، ومشروعنا القادم سيكون في مساعدة رجل المرور، حيث سنوصل رسالة ربط حزام الأمان واحترام خط المشاة وعدم السرعة وعدم الوقوف الخاطئ، وتعاونا مع إدارة المرور وسيرى هذا المشروع النور قريبا وأسميناه (الله يحفظكم)». دعم للمجموعة ويضيف: «عندما حلت الأمطار على منطقة الرياض أحببنا التطوع والمساعدة، ولكن كنا نخاف أن نقع في مشكلة لذلك حاولنا التواصل مع الدفاع المدني عن كيفية التطوع في عمليات الإنقاذ والمساعدة، ثم تواصلنا مع اللواء عابد الصخيري، حيث رحب بهذا التعاون وأبدى استعداده لدعم هذه الحملة من قبل الدفاع المدني وتوفير جميع الأدوات ومستلزمات الحملة وأسمينا هذه الحملة «جسد واحد» يربط جميع المتطوعين لإغاثة الأسر المتضررة في الرياض، وقمنا بوضع هيكلة لهذا العمل وترتيب، حيث تأتي في بدايتها مركز العمليات ثم التوثيق والنشر ثم لجان متخصصة في الإنقاذ والتموين والتوجيه والإيواء، وتلقينا وعدا من اللواء سعد التويجري بتوفير عدد 30 جهاز برافو و50 سيارة جيب والملابس المخصصة والمواد الغذائية للمتطوعين والمتضررين. التغيير الاجتماعي ويؤكد بقنة الحاجة للدعم بالنظر إلى أنهم متطوعون ويعملون بجهود ذاتية ويحملون أهدافا كبيرة: «نحن شباب متطوعون أقمنا هذه الحملة وخاطبنا الدفاع المدني الذي قام بدعمنا بعدما تواصلنا معه، ورحبوا بنا في برنامجهم التطوعي، حيث اتفقنا معهم على إعطاء دورات للمتطوعين متى ما حصل ضرر، لجعل هؤلاء المتطوعين على قدرة في الإنقاذ والإيواء لكل شخص وفي جميع الأماكن»، ويستطرد: «مجموعة (غيرني) لا تقتصر على متطوعين مجتمعين خارج الجامعات فقط، بل سترى النور في كل مؤسسة تعليمية وفي كل مكان ومجال، حيث ينتشر فكر التغيير الإيجابي الذاتي ولا ننتظر من الآخرين أن يأتوا ليقوموا بعملهم، بل نحن من نقوم به، مثلا لا ننتظر عامل البلدية أن يأتي لرفع القمامة من الشارع بل هذا واجب على كل شخص يحب وطنه ولا تقتصر على السعودي الجنسية فقط بل على الجميع؛ لأن هذا الدين يحثنا على التغيير الإيجابي وفعل الخير للجميع دون أجر أو شكر .