عشرة أعوام هي زمن القطيعة بين الفنانة نوال الكويتية والملحن بديع مسعود، وهو الانفصال الفني الذي وقع بين الطرفين بعد تقديم نوال أنجح ألبوماتها طوال تاريخها الغنائي «نوال 2000» الذي ضربت به عددا من الأغاني التي لا تزال الإذاعات تحرص على بثها، من أشهرها «تهددني» التي لحنها بديع مسعود، وتوقع الجميع أن يكون هذا التعاون هو الخطوة الأولى في سلم انطلاقة الفنانة الكويتية، وسيطرتها كصوت نسائي على الأغنية الخليجية، إلا أن القطيعة كانت هي الخيار الذي لا ثاني له بين طرفي النجاح، وذلك ما أثار استغراب عدد من متابعي الوسط الفني، ورغم نداءات جمهور «قيثارة الخليج» ومطالبتهم لها بالعودة إلى مسعود إلا أنها ظلت تتقبل تلك المطالبات بأذن من طين وأخرى من عجين، وفي خضم التنافس بين الفنانة أحلام ونوال مطلع الألفية استطاعت الأولى التعامل مع الموقف بمنتهى الذكاء، واحتواء الملحن الذي كان في قمة غضبه من نوال، التي كانت تحتفي بها القنوات الفضائية، ويلاحقها الإعلام، وتتلقى الإشادات الكبيرة من جمهور الساحة الفنية، الذي يردد «تهددني تحب ثاني.. تنسى الحب وتنساني»، وفور اتفاقه مع أحلام صرح حينها بديع بأنه سينسي الجمهور نجاحه مع نوال مع الغريمة التقليدية آنذاك الفنانة أحلام، وحقق الانتصار واستمر مع أحلام التي وجد ضالته المادية معها، خاصة أن سبب القطيعة الكبيرة بينه وبين نوال يعود إلى أنها أعطته مبلغا ماديا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بعد تعاونه معها، وهذا ما أغضبه، واستغلته أحلام «الكريمة» بطريقتها، ومن خلال لونه الذي يتميز به قدمت عددا من الأغاني في الساحة . وقدم الملحن الذي اشتهر بصياغة ألحانه على إيقاعي الخبيتي والسامري تعاونات كبيرة مع الفنانة أحلام، استطاعت من خلالها تعزيز نجوميتها، وفرض هيمنتها كصوت نسائي على الساحة الخليجية، ومن هذه الأعمال «أحسن»، و«يا واحشنا»، و«الثقل صنعة» و«يا حليلة»، حاولت نوال الكويتية الاستعانة بشخص يحمل نفس جو ورتم بديع مسعود، فلجأت للفنان والملحن حسن عبدالله، الذي كانت ترى فيه أنه سيعوض غياب بديع من خلال إجادته تلحين لون ال«خبيتي» الذي يتميز به الأول، ولسد الثغرة التي سببها انفصاله عنها، فقدم حسن مع نوال عددا من الأغنيات التي لم تحدث نفس ضجة «تهددني»، ولم تغط المكان الفارغ . من جهة أخرى لم يكن يتوقع الملحن بديع مسعود أن اتصالنا به سيعيده عشرة أعوام مضت، وعند مفاجأته بالسؤال عن نوال الكويتية لمسنا من حديثنا إصراره على موقف ما تجاه الفنانة، قد تكون لغة المال هي المحور الأهم في القصة: «نوال لم تتصل بي منذ ألبومها (نوال 2000) ، وأنا أرفض وجود أطراف تتوسط للتعاون بيننا و(اللي يبغاني يكلمني)»، بعدها طرح التساؤلات: «هل تصدق أن نوال رغم النجاح الكبير الذي حققته معها في أغنيتي (تهددني) و(من عيوني) لم ترفع السماعة لتتصل بي كل هذه الأعوام؟!» . وفي سياق حديثه الذي كان مثقلا بالغضب تجاه قطيعة الفنانة أكد مسعود أن وراء الأكمة ما وراءها، وهناك أسماء نجحت في قطع العلاقة بينهما وعرقلة النجاحات، ونوال وقعت في فخهم لأنهم فاشلون فنيا، وعند سؤاله عن علاقته بالفنانة أحلام بدا مسعود أكثر انشراحا وهدوءا في حديثه: «أحلام أوفى من نوال، وأكرم ماديا، وتقدر النجاح وتدعمه، وهي إنسانة متواصلة، وتهتم بالأسماء التي تعمل معها وتقدرها ماديا ». وفي ختام حديثه تحدى مسعود أن تكرر نوال نجاحات الماضي وخاصة مأزقها الكبير بعد ألبوم (نوال 2000): «تحاول في بعض الحفلات تجاهل أغنياتي، إلا أن الجمهور يطلبها، ويجبرها على غنائها» .