تفاجأ متابعو برنامج (كوميدو) الذي يعرض على شاشة ال(إم بي سي) بعدد من الفقرات التي لم يوفق القائمون على البرنامج في وضع اعتبار لها قبل تقديمها، أو وضعها في الإطار الصحيح والمناسب، الذي لا يحتمل الخدش أو الإساءة، منها فقرة تقدم (العرضة) السعودية بطريقة ساخرة دون مراعاة لما تحمله العرضة الرسمية من معان سامية كان من المفترض أن يربأ القائمون على البرنامج بتحويلها إلى لعبة على طريقة (ألعاب البلايستيشن) كما قدمها الممثلان اللذان أديا المشهد، وألا يتم عرضها من أجل الإضحاك والتهريج الذي وقعت فيه بعض فقرات البرنامج الذي بدا في بعض الأحيان يستجدي ضحكة المشاهدين، على العكس من فقرات كانت تحمل الضحكة المباشرة، ويعود ذلك إلى كثرة كتاب (إسكتشات) العمل الذي يدور في عدة قوالب، ويقدم عددا من الإسقاطات تجاه بعض الظواهر الإعلامية والاجتماعية، ولم يقتصر الأمر على فقرة العرضة فحسب بل شهد أحد المشاهد حديثا بين شابين أحدهما يلح على صديقه في إعطائه أحد أنواع المخدرات بالاسم بطريقة تصور سهولة الحصول عليها وعدم الخوف من عواقب تعاطيها، وكرر طلبه أكثر من مرة، دون مراعاة في ذلك للفئة العمرية المتابعة للبرنامج، ولم يتنبه السيناريست أن الموضوعية والأمانة في الطرح أهم من النكتة التي كان بإمكانه أن يمررها دون الوقوع في المحظور، وهو ما نجحت فيه بعض فقرات العمل التي طرحت في أحد المشاهد قضية منتهية سلفا، وأشبعت طرحا، ولم يعد لها وجود من الأساس، مثل: قضية تفتيش السعوديين في المطارات الأمريكية. (كوميدو) جاء شبيها إلى حد كبير ببرنامج (سي بي إم) إلا أنه يختلف في تسليط الضوء على القضايا المحلية بصورة من خلال مجموعة من الفنانين السعوديين والعرب، وهو التجربة الأولى لشركة (سيناريو) التي انطلقت مع بدايات العام الجاري، وتم تصويره على مرحلتين كانت الأولى في الرياض، وتم إكمال بقية الحلقات في بيروت، وينتظر الجمهور أن تحمل الحلقات المقبلة كوميديا مواقف حقيقية بعيدة عن الوقوع في فخ الإسفاف و(التمطيط).