اصطدم عدد كبير من الشباب الباحث عن الوظائف أمس في معرض سوق العمل بجدة، بعدد من الشركات لا تعير أوراقهم اهتماما، بحجة أن التقديم على وظائفها يجب أن يتم عبر الإنترنت، وقال بعضهم: “إذا كان الأمر كذلك، فليس من الضروري حضورها إلى المعرض، وكان من الممكن لها أن تضع لوحة إعلانية فقط وتكتب عليها اسم الموقع الإلكتروني”، مشيرين إلى أنهم كانوا متحمسين للمشاركة في فعاليات المعرض من أجل تقديم أوراقهم يدا بيد ومقابلتهم شخصيا من قبل مسؤولي هذه الشركات لمعرفة مواهبهم وأفكارهم وجها لوجه بدلا من التقديم الإلكتروني الذي وصفوه بأنه (جامد) لا يفرق بين الموهوب وغيره، ويصبح التفضيل فيه بناء على الأوراق فقط. وأضاف عدد من الشباب العاملين في وظائف مؤقتة، أنهم غير راضين عن رواتبهم الحالية، كونها لا تلبي متطلبات الحياة اليومية، وأنهم جاؤوا إلى المعرض للبحث عن وظائف تتناسب مع العصر الحالي وارتفاع الأسعار الفاحش في كل المجالات، وقال عدد منهم: إنهم يملكون خبرات جيدة، ولكن الرواتب عادة في الشركات لا تحفزهم على العمل بإخلاص.. وقد يوافق على العمل لدى إحدى الشركات ريثما يحصل على وظيفة أفضل في شركة أكبر. “شمس” حضرت أمس لتسلط الأضواء على ما يدور في أذهان الشباب داخل معرض سوق العمل السعودي الثاني الذي تشرف عليه الغرفة التجارية الصناعية في جدة بالتعاون مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية في مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات، حيث تحدث عدد من الشباب والفتيات الذين تفاءلوا خيرا بوجود مجموعة من الشركات الكبرى في المعرض، فقال عبدالعزيز دغريري: “أنا لا أملك سوى الابتدائية وأعمل لدى إحدى الشركات براتب لا يتجاوز 1200 ريال، ومن الصعب في ظل هذا الراتب أن أتنقل يوميا من منزلي إلى عملي بسيارات الأجرة، ومن المستحيل أن أتمكن من شراء سيارة” على حد قوله.. ويضيف: “آمل أن أجد في المعرض شركة تغير مسار حياتي إلى الأفضل لأصرف على نفسي وأشتري متطلباتي التي لم أستطع أن أشتريها من خلال راتبي الحالي”. إيمان وشذى فتاتان تبحثان عن وظائف، وتحملان الشهادة الثانوية وتقولان: إن الحظ لم يحالفهما في معرض العام الماضي، وقامتا هذا العام بتوزيع نسخ من ملفاتهما وسيرهما الذاتية، ولكنهما اكتفيا بالقول: “زي كل مرة.. عادي”.. أما أحمد السيد فيقول: إنه يريد أن يطور نفسه. إذ يتجول في أجنحة المعرض بزي عمله الحالي على أمل أن يلفت أنظار الشركات أو على الأقل يجد عملا إضافيا يزيد من راتبه، ومن ثم يستطيع أن يتزوج، خاصة أن وضعه الحالي لا يساعده على الزواج. معتز ملة يقول: “من وجهة نظري، أرى أن هذا المعرض للديكور فقط، فما الفائدة من وجود الشركات ووجود الشباب، طالما أن أغلبية الشركات الموجودة توجه الشباب للتقديم على موقعها الإلكتروني.. ولم أجد سوى القليل من الشركات تستقبل الملفات يدويا مشترطين كتابة السيرة الذاتية، وبعضهم يريد شهادات عليا كالماجستير، أو بكالوريوس الهندسة ونحوها، فكيف لي وأنا أحمل الثانوية العامة فقط أن أحصل على وظيفة؟”، أما غسان علان فيقول: “علمت أن هناك شركات توظف العاطلين وتوجهت مسرعا إلى هذا المعرض، وتقدمت لبعض الشركات بأوراقي وسأظل في انتظار اتصال من إحداها يبشرني بوظيفة العمر”. وشهد المعرض أمس لليوم الثاني على التوالي زحاما من قبل الشباب والفتيات، حيث أكد العديد من أصحاب الشركات أن هناك أماكن شاغرة تتناسب مع طبيعة عمل الشباب وكذلك الفتيات، وقالوا: إن شركاتهم تسعى للمساواة بين الجنسين وغرس ثقافة انخراط الفتيات في العمل في شتى المجالات التي تسهم في زيادة الإنتاجية.. وفي المقابل رد عدد من منسوبي الشركات التي لا تتقبل الملفات الورقية التقليدية وتوجه الشباب للتقديم عبر الإنترنت بالقول: “حضرنا هنا لتسليط الضوء على الشركة وكيفية التوظيف والإجراءات المطلوبة، وتوضيح ما هي الوظائف الشاغرة لدينا”.