سمي العضل عضلا لما يؤدي إليه امتناع الأولياء من تزويج مولياتهم من الشدة والحبس والتشديد والتضييق والتأثير المؤلم، بل المؤذي للمرأة في نفسها وحياتها وعيشها. قال ابن قدامة: “معنى العضل منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك ورغب كل واحد منهما بالآخر”. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، فهي مصلحة للمجتمع عموما وليس لشخص بعينه، ولهذا جاء في آخر الحديث التحذير من مغبة الممانعة في التزويج، فالمسألة لا تكمن في الحفاظ على النوع البشري، بل هو الطريق السليم لبناء مجتمع أمثل منتظم العلاقات تسوده الطهارة والعفة والمودة والرحمة، ويزهو بحلة الاطمئنان النفسي والعاطفي وفق ما جاء به الشرع القويم. وها هو معقل بن يسار يقول: “زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له: زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها، ثم جئت تخطبها، لا والله لا تعود إليك أبدا، وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وَلاَ تَعْضِلُوهُنَّ} (النساء: 19). فقلت: الآن أفعل يا رسول الله. قال: “فزوجها إياه” رواه البخاري.