استبشر عشاق الإذاعة خيرا، بعد الإعلان عن منافسة دخول إذاعات جديدة على نطاق الFM، معتبرين أن هذا القرار وإن جاء متأخرا، إلا أنه خطوة مهمة في التنويع وإتاحة الفرصة وتعدد الخيارات أمام المستمعين، مؤكدين أن دخول الإذاعات سيسهم في خلق جو من التنافس، ينعكس ذلك على محتوى المادة المقدمة عبر الأثير، ويعيد للإذاعة سحرها الذي فقدته مع الاحتكار. “شمس” أجرت استطلاعا للرأي عن رغبة الناس والذي يأملونه من الإذاعات الفائزة، وعن نوعية البرامج التي يتمنونها.. فحملت آراؤهم جملة من الطلبات التي تعكس ما يدور في الشارع.. فاستمعوا إليهم.. نريد الذائقة ونرفض السطحية في البداية تحدث الشاب عواض الغامدي وأكد أن الخطوة مهمة وتنافسية في الوقت نفسه وقال: “نريد برامج تطرح بعمق ووعي، فنحن مللنا من كثرة الإعلانات التجارية في الإذاعة والأغاني التي ليس لها طعم ولا لون، ويشعر من خلالها المستمع بأن القائمين على البرامج يريدون تمضية وقت ليس إلا”، وأضاف: “نريد نوعية مذيعين ومذيعات يمتلكون الوعي والرزانة، ويبتعدون عن السطحية في طرحهم، والأخذ والرد مع المتصلين بذائقة عالية”. وذكر الغامدي أنه في أحيان كثيرة يضطر إلى تعديل الموجة بسبب ثقل دم بعض المذيعات اللاتي يشعرن المتصل بأنه يتكلم عبر هاتفها النقال، وليس عبر رقم الإذاعة. نريدها مثل (صوت الخليج) من جانبه ذكر الشاب صالح الزبيدي الذي يعمل (سائق ليموزين) وقال: “أكثر يومي أقضيه مع (الراديو)، هو أنيسي الوحيد في شوارع وطرقات العاصمة، وأتمنى فتح إذاعات جديدة، لأن كثيرا من الأغاني التي تبثها لا تناسب مجموعة كبيرة من الجمهور، مثل أغنية (الحلو كده كده) التي لا أعرف فنانها (يقصد محمد إحسان)”. وتابع صالح: “أنا أشتاق للمشاوير البعيدة خاصة للمنطقة الشرقية، لأنه تتاح لي الفرصة بالتقاط موجات بث إذاعة (صوت الخليج)، التي تقدم أغاني طربية بإحساس عالٍ، ولديهم برامج مناسبة لكل فئات المجتمع”. أكره القضايا (السامجة) بندر اليامي رأى أنه من المناسب أن تكون برامج الإذاعة تستهدف كل شرائح المجتمع، وتتناسب أوقات البرامج مع الفئات المستهدفة، بل طالب بوجود مذيعين من أصحاب الخبرة في الإذاعة وعدم اقتصارها على صغار السن، وتابع: “هناك قضايا تطرح عبر الإذاعة أصفها بأنها “سامجة”، وتجد المذيع يتكلف من أجل إقناع المستمع بأن الموضوع مهم، وهو عكس ذلك، بل أحيانا يشعر المستمع بأن المذيع يتوسل منه التعاطف والحزن”، وواصل: “صحيح أننا شباب ونريد البرامج الشبابية ولكن هناك فرق، أعني قدم لي برنامجا بروح شبابية يحمل هدفا ومضمونا ويجعل الشاب في داخله رغبة داخلية للتفاعل، لأننا الصدق (ملّينا)، والجمهور أصبح يفهم ويقيّم ما يدور حوله”. نريد دراما إذاعية ماجد آل حسنة أوضح أن أثير الFM أصبح ممتعا في الفترة الأخيرة أفضل عن السابق، متمنيا من أي إذاعة قادمة ألا تضع هاجس الربحية من رسائل ال(إس إم إس)، لأن كثرة الاعتماد على الرسائل والإعلانات لا يتقبلها الشخص عبر برامج التلفزيون فما بالك بالإذاعة؟! وقال: “أحيانا الشخص يضطر إلى عدم تغيير الموجة إذا كان صوت المذيع مختلفا ولبقا مثل المذيعتين مها سعود وسمية الشيباني اللتين أتمنى عودتهما عبر إحدى الإذاعات الجديدة”، وأضاف: “المسلسلات الإذاعية لا نسمعها إلا في رمضان، وهذا جانب تقصير من بعض الإذاعات، بل حتى تلك المسلسلات يشعر المستمع بأنه تم تنفيذها على عجل ولا تخلو من التكلف الزائد”. اجمعوا بين الربحية والمضمون فاطمة سليمان أوضحت أن الإذاعة ترتكب خطأ، وتخسر من قيمتها عندما تخصص أغلب ساعات بثها للمراهقين من أجل جلب مزيد من الرسائل، دون وضع اعتبار أن هناك فئات سنية تحمل توجهات كثيرة في المجتمع تريد أن تجد نفسها وما يخصها في الإذاعة، وقالت: “الربحية حق مشروع للجميع، ولكن يجب أن يجتمع هاجس الربحية مع هاجس المسؤولية في تقديم محتوى ذي أهداف”، واستطردت: “إذا كانت الإذاعات القادمة ستكرر وتستنسخ ما يدور الآن، فحتما ستفشل ولن يستمر إلا من يملك الاختلاف والتفرد والتميز”.