في مبادرات حضارية وإنسانية، تواصل فرق التطوع المدني في جدة أعمالها بالدعم والمساندة في سبيل إصلاح ما خربته السيول ماديا وبشريا. ويقول محمد مدني، وهو مسؤول عن إحدى المجموعات التطوعية: نقدم مساعدات ومعونات غذائية من الأكل والشرب، وكذلك أغراض عينية كالملابس والفرش واللحُف، وكل ما يحتاجون إليه من التزامات في حياتهم اليومية، سواء معيشية أو سكنية ، وأضاف: هناك دعم من قبل جهات عينية وخيرية وشركات تجارية، فضلا عن دعم المتبرعين من المواطنين وأهل الخير الذين لم يقصروا بالوقوف مع المتضررين بتقديهم معونات وأغراض، وذلك في المركز الرئيس لهذه الحملة التطوعية . تعاون مع الجمعيات وأشار المدني إلى أن هناك متطوعين يتبعون جمعيات خيرية، سواء جمعية البر أو غيرها، والتنسيق والتوزيع يتم عن طريق المسؤولين عن الحملات التطوعية بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية التي تدير عملية جمع التبرعات، سواء عينية أو مادية من المتبرعين وتقديمها وتوزيعها على المتضررين من خلال مجموعة (إنقاذ جدة)، الذين يوزعون هذه الأغراض على المتضررين في منازلهم أو الشقق التي يقطنونها مؤقتا . وأوضح، أن المتطوعين والمتطوعات، ولا سيما المسؤولين والمشرفين على الحملة، يملكون بطاقات حصلوا عليها من الجهات المعنية تأذن لهم بالقيام بأعمالهم الخيرية، سواء كانت عملية أو دراسية، وأضاف: في الحقيقة كان هناك تجاوب من قبل جهات عملية ودراسية وسمحوا لمتطوعين، مع العلم أننا نعطي كل متطوع بطاقة تثبت أنه كان متطوعا لمساعدة المتضررين، وأعتقد أن الجهات على علم بالعمل التطوعي، ولن يلحق أي متطوع أو متطوعة في هذه الحملة ضرر . جهاز طبي مرافق وبخصوص التحذير الصحي من التواجد في الأماكن المتضررة، قال مدني: معنا جهاز طبي يقوم بالاحتياطات الواجبة وتقديم الإسعافات الأولية والطبية، سواء للمتطوعين أو حتى المتضررين، فضلا عن أننا نأخذ الإجراءات اللازمة من غسل اليدين وارتداء الكمامات أو القبعات على الرأس، أو حتى الحماية في الشكل الخارجي . وأشار إلى أنهم في بدء الحملة كانوا يعملون على فترتين مسائية وصباحية، لكن مع إقبال الكثير من المتطوعين والمتطوعات بات العمل مريحا للغاية؛ إذ نعمل على فترة واحدة ننهي فيها عملنا اليومي . مشغولون عن الاختلاط وعن الاختلاط قال مدني: بشكل عام لا يوجد هناك اختلاط، وليس لدينا مشكلة مع الهيئة ، وأضاف: هم يعرفون دورنا ويتفهمونه ، مؤكدا، أن المتطوعين مشغولون بمساعدة الضحايا والمشردين، ولا يفكرون في الاختلاط أو غيره من حالات في هذه الفترة. وأشار إلى أنه سبق وحضر لهم شخص قال إنه يمثل نفسه، وفتّش عن وجود مخالفات شرعية في مجموعة التطوع ولم يجد شيئا فقام بإسداء النصائح فقط . تنظيم المساعدات من جهته، قال أحمد الزهراني، وهو مشرف مجموعة تطوعية أخرى: عملنا تنظيما جديدا وفق خريطة للمنطقة، حيث وزعنا نقاطا في المناطق والأحياء المتضررة كافة، وكذلك من يقطنون الشقق لتقديم العينات والمعونات، وأعتقد أننا وفقنا، حيث نسلم كل بيت معونته وفي حالة تقديمنا المعونة نضع ملصقا، سواء ملصق يدل على أن المعونة غذائية أو سكنية، أو غير ذلك؛ فلكل معونة هناك ملصق للإشارة إلى المجموعة الأخرى وتنبيهها إلى أننا قدمنا لهم المساعدة . وأشار الزهراني إلى أن الجهات الأمنية تسهّل وتيسّر العمل التطوعي بتعاملهم وإرسال دوريات ل فتح الشوارع أو الخطوط حين تكون مزدحمة أو مغلقة . للمتطوعات الحق وعن الاختلاط قال: فعلا كان هناك اختلاط، لكن تفكير المتطوعين والمتطوعات مُنصَبّ على تقديم العمل الخيري، وليس الاختلاط ، وأشار الزهراني إلى أنهم قسّموا المتطوعين على العمل الميداني، بحيث تصدر المتطوعات بطاقات وتؤدي أعمالا إدارية، وأضاف: حين يشترك معنا متطوعات فذلك بسبب وجود منازل ليس بها سوى نساء؛ لذلك من الأفضل أن تقدم لهم المعونة متطوعة لا متطوع . مجموعات متعددة إلى ذلك، قال غسان جمل، وهو مسؤول في مجموعة إنقاذ جدة: “إن هناك مجموعات عدة، منها مجموعة أصدقاء الأيتام وعدد المتطوعين بها يفوق 500 متطوع، وهناك مجموعات لها مسؤولون وإداريون ومتطوعون قد يفوقون خمسة آلاف متطوع ومتطوعة، ومن هذه المجموعات مجموعة (غيَّر حياتك) ومجموعة (يالله جدة)، وغيرها من مجموعات توحدت لتقديم العمل التطوعي إلى كل المتضررين، وكل مجموعة مسؤولة عن نشاط وعمل معين، وجميع هذه المجموعات تنتمي إلى مجموعة إنقاذ جدة وهي مجموعة خبيرة في إدارة المتطوعين ولها مساهمات ومشاريع خيرية سابقة. وعن التنسيق قال: “ننسق مع الجمعيات الخيرية التي نمدها بالمتطوعين لتوزيع المعونات”، وعن الجهات الحكومية قال: “إن جميع الجهات الحكومية داعمة معنا، سواء الأمانة أو الدفاع المدني أو المرور، وغيرها من جهات”. وعن الحذر الصحي قال غسان: “لا نذهب إلى أي حي أو منطقة متضررة إلا ولدينا شخص يكون لديه علم بالحي وثغراته والأضرار المحتملة، ومع كل حملة ننزل بها يكون معنا جهاز طبي مرافق للفريق التطوعي”.