فضلا عن صرف الدواء وإرشاد المريض للطريقة المثلى لاستعماله وتفادي العوامل التي تقلل من فعاليته وانتظام المريض في تناوله، فإن للصيدلي أدوارا أخرى سلط الضوء عليها مجموعة من الصيادلة الذين استضفناهم هنا، من بينها المشاركة مع الفريق الطبي لاختيار الأدوية وجرعاتها وتجنب آثارها الجانبية لتطوير الخطة العلاجية، ومتابعة تحسن حالة المريض الصحية بالتأكد من سلامة وفعالية استخدامه للدواء، وتحضير التركيبات الدوائية التي تستعمل خارج الجسم أو داخله وخلط المحاليل الوريدية. وكذلك تنظيم شؤون ترخيص الدواء للاستخدام، وإعطاؤه السعر المناسب للبيع، ونقله وتخزينه بطريقة تحافظ على فعاليته وأمانه، ووضع ضوابط لتسويقه والمعلومات الطبية التي تكتب عليه، وتوفير المعلومات الكاملة عن الدواء وآثاره العلاجية والسمية، ومنها أيضا تحليل الأدوية والأغذية ومعرفة مكوناتها ومحتوياتها والتأكد من مطابقتها للمواصفات، والعمل في مجالات البحوث الدوائية والصيدلانية واختبارات حركية الدواء، ودراسات اقتصاديات وأمان الدواء، وتحليل النباتات الطبية والعقاقير المساء استخدامها (المخدرات) ومنها مجال الصيدلة الصناعية الذي يشمل الإشراف على مراحل تصنيع الأدوية وإنتاجها. مستشار خاص ويقول الصيدلي فواز العواد، إن تأثير الصيدلي في البيئة التي حوله مهم جدا، حيث إن من الملاحظ أن العائلة التي يكون أحد أفرادها صيدليا يزيد مستوى معرفتها الطبية عن سواها، لأنه من خلال احتكاكه المباشر بهم يعد المستشار الدوائي لهم ولأصدقائهم. بائع أم متخصص؟ ويشير الصيدلي طارق الجربا إلى أنه مع بداية دراسته في كلية الصيدلة وجد كثيرا من المحيطين به يطلقون عليه وصف (بائع)، ولكن بعد مضي فترة من الدراسة والتجربة بدأت النظرة تتغير وتتحسن، كما أنه وجد أن التخصص كبير وقوي ومناسب ويجمع عدة تخصصات طبية وعلمية في تخصص واحد. دور توعوي أما الصيدلانية فوزية المطيري من مستشفى الملك فهد للحرس الوطني ، فقالت إن توضيح دور الصيدلي للمجتمع يأتي عن طريق المحاضرات التوعوية والأنشطة الاجتماعية والتعامل اليومي مع المريض، ويؤكد ذلك بدر زميلها بالمستشفى نفسه، حيث يرى أن ذلك يتم بأفضل شكل من خلال إعطاء المريض الوقت الكافي لشرح الدواء وأهميته وتعارضاته مع بعض الأدوية أو الأمراض شريطة أن يكون المكان مناسبا ويوفر الخصوصية للمريض. وتتفق معهما الصيدلانية مها الحمود التي تقول إن “هذا الشيء لا يتأتى إلا بالتوعية للمجتمع وهي الفئة المستهدفة من قِبل الصيدلي، عن طريق وسائل الإعلام وعمل المحاضرات وورش العمل وتوزيع البروشورات التي تحتوي على ما يهم المريض بخصوص الأدوية، كما أن ذلك يعتمد على الصيدلي نفسه من خلال تعامله المباشر مع المرضى، فعليه أن يقدم النصائح التي يحتاج إليها المريض، وألا يدخر جهدا في ذلك عند صرف الدواء”. تعزيز الدور وطالبت الصيدلانية هيا إبراهيم الجوهر في مقال لها بعنوان (الصيدلي بين الإنصاف والإجحاف) نشر في صحيفة الاقتصادية في 16 / 03 / 2009 بمزيد من “الإبراز الإعلامي لمهنة الصيدلة ودورها للمجتمع، وذلك لكي يدرك الجوانب التي يمكنه الاستفادة منها”، وألقت باللوم على بعض الوسائل التي لا تستقطب الصيادلة أو تبادر بسؤالهم عن شؤون الدواء. النصح والتفاعل وتعود الصيدلانية فوزية المطيري لتشير إلى نقطة أخرى، فهي ترى أن بعض زملائها وزميلاتها من الصيادلة يبخلون بأبسط المعلومات على المريض، وتوضح: “سمعت بعضهم عندما يسأله المريض عن اسم دوائه يرد بقوله: (هذا مسكن أو زي ما قالوا لك) واستغرب هذا التصرف منهم”، وتقول إنها إذا قابلت مثل هذه المواقف مع زملائها فإنها من النوع الذي يحب إعطاء النصيحة.