المعاناة تولد الإبداع، وقد عانى الشاب سلطان الديحاني مرضا بالكلى، وذاق ويلاته؛ ما جعله قريبا من آلامه وأكثر إحساسا بمرضاه، والإبداع الذي أطلقه الديحاني من وحي معاناته، مشروع خيري لمساعدة مرضى الكلى، من خلال إنشاء شبكة ومنتديات (كليتي) على الإنترنت؛ بهدف رفع معنويات غيره من المرضى، خصوصا مَنْ هم في بدايات الأوجاع والمعاناة؛ محاولا طمأنتهم بأنه يسهل التعايش مع المرض والتعامل معه، وفي الموقع يقدم إليهم النصائح والإرشادات بناء على ما مر به من تجارب سابقة. يقول الديحاني عن فكرة الموقع الإلكتروني: “أولا درست الفكرة بصورة شاملة، وكونت تصورا كاملا عن المشروع وما يقدمه، وبناء على خبرتي الطويلة في البرمجة والتصميم، قررت أن أبدأ خطوتي الأولى في تأسيس الموقع بإنشاء قاعدة بيانات ضخمة، تستطيع احتواء ملايين المعلومات خلال السنوات الثلاث المقبلة، وقمت بدفع إيجار للشركة المستضيفة لمدة سنة، يتم بعدها التجديد لسنة أخرى، غير تكاليف البرامج والأجهزة، وإنشاء ملفات أصلية خاصة بالسيرفر”. وعن الدعم الذي طلبه أو توقعه يضيف: “طلبت دعما من برنامج مستشفى قوى الأمن، عن طريق الدكتور علي الحربي، رئيس وحدة أمراض الكلى، ولم يقصر قط؛ حيث قام بالاتصال بإدارة الإعلام المسؤولة عن موقع المستشفى لتكون داعمة بصيانة الشبكة والاهتمام بها رسميا، وإن شاء الله نجد مؤسسات وشركات داعمة لنا في المستقبل”. وعن استقبال الأمير عبدالعزيز بن سلمان رئيس جميعة الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، له في مؤتمر عالمي لمرضى الكلى قبل شهر تقريبا، ودعمه للفكرة، يقول: “أولا أشيد بما يقوم به الأمير عبدالعزيز بن سلمان؛ فهو يقوم بجهد كبير جدا لخدمة مرضى الكلى السعوديين، حتى المقيمين، وذلك بتوفير كل ما يحتاجون إليه من دعم مادي، وكذلك توفير العلاج بكل يسر وسهولة، وطبعا قابلته في مؤتمر الكلى العالمي قبل شهر تقريبا، وكان مرحبا جدا بي بكل ود وحفاوة، وشرحت له الفكرة وأعطيته تصورا كاملا عن الدور الذي سنقدمه، واهتم كثيرا بالموضوع، وأمر لي بعضوية في جمعية الأمير فهد بن سلمان يرحمه الله وبدعم للمنتدى”.