أثارت بعض وسائل التشجيع الغريبة التي استخدمتها جماهير كرة القدم في جنوب إفريقيا أثناء مباريات بطولة كأس القارات الحالية ردود أفعال واسعة خاصة أبواق ال(فوفوزيلا VUVUZEL A ) التي تصدر منها أصوات الفيلة وتصم الأذان.وأفرد موقع ال( FIFA .COM) على شبكة الإنترنت مساحة واسعة للتحدث عن هذه الأبواق بعد أن ارتفعت الأصوات مطالبة بحظر وسيلة التشجيع هذه خلال بطولة كأس العالم المقبلة صيف عام 2010 نظرا لعدم توافقها مع هذا الحدث وبحجة أنها تثير الإزعاج للاعبين والمشاهدين على السواء من خلال الضوضاء التي تحدثها طوال عمر المباراة. وسائل الإعلام ترد بقوة من جهتها، ردت وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا بعنف على الانتقادات الموجهة ضد استخدام الأبواق بدعوى أنها تثير الإزعاج والقلق. وذكرت تقارير أن هذه الانتقادات ليس لها أساس من الصحة. وأشارت إلى وسائل التشجيع (الغريبة) في ملاعب الكرة الأوروبية وأوضحت أن جميع المراقبين سبق وأن سمعوا أصوات هذه الأبواق قبل سنوات عديدة. وكان الاتحاد الدولي صرح باستخدام بدائل بلاستيكية للأبواق المصنوعة من الصفيح بعد أن رأى أن مثل هذه الأبواق تعكس جزءا من حضارة جنوب إفريقيا. بلاتر يدافع عن الثقافات وقلل جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم من صعوبة الموقف بقوله: “عندما نسافر إلى إفريقيا فمن البديهي أن تتعالى الأصوات وأنا أقول دائما كرة القدم هي مزيج من الطبول والإيقاع والرقص”. وأضاف في مؤتمر صحافي في بريتوريا أن مثل هذه الأبواق لا تؤذي أحدا وأنه ليس من السهل فرض حظر على استخدامها في بطولة كأس العالم صيف العالم المقبل نظرا لأن هذه الأبواق تعكس صورة من تاريخ جنوب إفريقيا وحظرها سيعد بمثابة تدخل في أمور شخصية. وأشار بلاتر إلى أن الاتحاد الدولي سيجري مشاورات مع اللجنة المنظمة في أعقاب انتهاء بطولة كأس القارات حول أبواق التشجيع ولكنه دافع عن استخدامها بصفتها صورة معبرة عن تاريخ البلاد كما هو الحال في دول أخرى مثل سويسرا، حيث تدق في بعض الأحيان (أجراس البقر) أثناء المباريات. ما ال(فوفوزيلا)؟ ولماذا تستخدم؟ وال(فوفوزيلا) عبارة عن بوق صاخب يطلق أصواتا يتردد صداه في أرجاء الملعب وهو أيضا فخر ورمز لصاحبه. وبحسب التقاليد القديمة، كان الناس يستعملون هذه الآلة لكي يدعوا بعضهم البعض إلى اجتماع في مكان ما. ولكن في السنوات ال15 الأخيرة أصبحت ال(فوفوزيلا) منتشرة كثيرا في ملاعب كرة القدم وأصبحت شعارا يمثل الأمل والوحدة لكثيرين من سكان جنوب إفريقيا وتحث الجمهور على تشجيع منتخب بلادهم والتعبير عن مدى تعلقهم به. وينسى هؤلاء لبضعة ساعات واقع المجتمع الذي يعيشون فيه ويستمتعون بهذه الآلة. وقدمت آلة ال(فوفوزيلا) إلى العالم على أنها أداة ترمز إلى جنوب إفريقيا في 15 مايو 2004، عندما تم الاعلان عن استضافة جنوب إفريقيا لكأس العالم. وجرى الترويج لهذه الآلة في حضور جمع غفير من المسؤولين الرياضيين ورجال الإعلام الذين أتو من مختلف أرجاء العالم. مفاجأة كأس القارات ولكن تأثيرها الكبير فاجأ كثيرين في كأس القارات الذين لم يعتادوا سماع هذا الصوت. ولا شك بأن آلة فوفوزيلا متجسدة في ثقافة كرة القدم في دولة نذرت نفسها لكي تنظم بطولة كأس عالم لا تنسى العام المقبل. ويقول بلاتر في هذا الصدد: “فوفوزيلا هي ثقافة إفريقية ونحن في إفريقيا وبالتالي يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الآلة بممارسة ثقافتهم طالما شاؤوا ذلك”. وأضاف: “يعتبر كل من عزف آلة فوفوزيلا والغناء جزءامهما من ثقافة كرة القدم الإفريقية. وهي جزء من احتفالات هذه القارة ولذلك دعوهم يطلقونها”.