علي عبدالستار أحد الأسماء الفنية المعروفة في الخليج وأحد أقدم نجوم الأغنية في قطر، ذاع صيته وانتشر في بداية السبعينيات الميلادية، وحقق نجاحات كبيرة من خلال أغنية (ياناس أحبه) التي لحنها له صالح الشهري.. أجبرته الظروف أخيرا على تقنين ظهوره حتى ظن كثير من متابعي الحركة الفنية أنه ابتعد عن الأغنية.. "شمس" أجرت معه هذا الحوار: بالنسبة إلى ألبوم (العودة) فهو اسم على مسمى؛ لأنه الألبوم الذي عدت به إلى جمهوري بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات، ومن الطبيعي في ظل المحسوبيات الإعلامية ألا يقع الألبوم تحت دائرة الضوء والبريق الإعلامي، وهناك اعتبارات أخرى لدى المحطات الفضائية مثلا لبث أي فيديو كليب، هذه الاعتبارات أنا وأنت والجمهور الواعي يعرفها، ولا داعي للخوض في تفاصيلها، ولكن ضمن هذه المعايير وجدت أنا شخصيا أن محبي علي عبدالستار كفنان رصدوا الألبوم الجديد ونال إعجابهم بحمد الله، وأكبر دليل أن الألبوم نفد من الأسواق في قطر مرتين، وبعد تصويري لفيديو كليب (تذكرين) وعرضه على القنوات الفضائية حصلت على جائزة أحسن مطرب عربي للعام (2008)، وأغنية (الدار) أحبها الناس بشكل كبير، وبالتالي أنا راض الحمد لله، وسيكون لي إنتاجات فنية قريبة إن شاء الله. هل خروجك من (روتانا) ساهم في بُعد الأضواء عنك؟ الناس عرفت وأحبت أغاني علي عبدالستار قبل أن تظهر أصلا شركة روتانا، وبكل الأحوال (روتانا) وغيرها تملك الفضاء بأموالها؛ ما يشعرها بأنها أصحاب نفوذ وقوة، ولكنها لن تتمكن أبدا من امتلاك حب الجمهور، وغيابي عن الساحة الغنائية السنوات الماضية جعلني أدرك أن الناس لا يمكن أن تنسى الفنان الذي تحبه، وقد أنتجت ألبوم (العودة) احتراما لرغبتهم وسؤالهم عني واهتمامهم بي. ألا تشعر بأن هذا الزمن هو زمن انحسار الأضواء عن كثير من الفنانين الكبار؟ الكبير يبقى كبيرا بفعله وأخلاقه واحترام الناس له، وأنا لست مغيبا عن الإعلام، ولكنني بت قليل الحضور، وأقدم على كل خطوة بعد دراسة متأنية، فعمري وتاريخي الفني يجبرني الآن على الظهور الواعي أمام الجمهور الذي أحبه وأحترمه، وكما يقول المصريون (كتر السلام يقل المعرفة). حتى الآن لا توجد أصوات نسائية غنائية من قطر من وجهة نظرك، هل هناك ما يعرقل تواجد المطربة القطرية في الخليج؟ لا يوجد ما يعرقل ظهور مطربة قطرية حاليا سوى (حسب اعتقادي) العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع الذي يحترم المرأة، ويتعامل معها بتحفظ. بعد رحلتك الفنية الطويلة التي بدأت في السبعينيات ما الشيء الذي كسبته إلى الآن؟ رحلة طويلة قدمت فيها بحمد الله قرابة (150) أغنية من خلال الكاسيت والأسطوانات، وأخريات عبر الإذاعات والبرامج الخاصة، وتشمل الأغاني العاطفية والوطنية والرياضية والأغاني التعليمية للأطفال، وأغاني لذوي الاحتياجات الخاصة وأغاني المناسبات والأوبريتات وغيرها الكثير. أما ما تعلمته وكسبته في هذا المشوار فهو أنني اعتمدت على قواعد وحِكم أتبعها في حياتي وجعلتها مبدأ أسير عليه (كن جميلا ترى الوجود جميلا) و(الصبر مفتاح الفرج)؛ لذلك أحرص على حسن الخلق في التعامل مع الناس، وأصبر على الأذى والهموم. متى نجد عملا فنيا لعلي عبدالستار ينسينا (ياناس أحبه)؟ لا أريد الناس أن تنسى أغنية (يا ناس أحبه)؛ لأنها جزء من قلبي، وكانت مفتاح الطريق وبداية السلم في مشواري، ولكني أتمنى أن أستمر بتقديم أغنيات راقية تحبها الناس، وأن أرتقي دائما إلى أحاسيسهم ومشاعرهم.