تسعى هيئة السياحة إلى تحويل منطقة (حرة رهاط) إلى أول متحف جيولوجي طبيعي، عبر طباعة دليل لمحتويات المنطقة وتقديمها بصيغة علمية تسبق زيارة المتحف الطبيعي، بحيث يمكن للسائح الاستمتاع بوقته والاستفادة منه عند زيارته. وتمثل (حرة رهط) إحدى الظواهر الجغرافية والجيولوجية لحالة انتشار الصخور البركانية في الدرع العربي، حيث تحوي وحدها 700 مخروط بركاني، وتحتل هذه الطفوح البركانية البازلتية مساحة لا تقل عن 24 في المئة من إجمالي مساحة منطقة المدينةالمنورة. وحرة رهط التي تبعد نحو (19 كم) جنوب شرقي المدينةالمنورة، تعد من أحدث المناطق المتأخرة تاريخيا من حيث النشاط البركاني، وهي إضافة إلى ذلك تختلف اختلافا كليا عن باقي الأراضي المحيطة بها؛ حيث لم تمسسها يد التغيير من الناحية الطبيعية، ما يجعلها المقصد الأكثر جذبا لزوار المنطقة. وتعد حرة رهط التي تحوي (جبل الملسا) البالغ ارتفاعه (916 مترا) عن سطح البحر، أحد أجمل المناظر والفوهات البركانية، حيث كونت الحمم التي تدفقت من هذا البركان العديد من الأنفاق والدعامات والمناظر الطبيعية الخلابة، كما توفر المناظر فرصة الاستمتاع بالتشكيلات الطبيعية التي أحدثتها الحمم البركانية الناجمة عن النشاط البركاني والذي استمر بحسب المصادر التاريخية نحو 52 يوما في آخر نشاط له عام (1265م)، وانساب الصهير منه إلى مسافة (23 كم) إلى الشمال من مركز البركان؛ حيث توقف انسياب الصهير على مسافة (12 كم) من المدينةالمنورة، مخلفا وراءه تشققات في القشرة الأرضية نتيجة خروج المواد الغازية والسائلة والصلبة من باطن الأرض. يصنف (بركان جبل الملسا) من أشهر أشكال براكين الشكل المخروطي، ونتيجة انبثاق الغازات والحمم والمواد المنصهرة، فقد تكونت فراغات تشكل ما يطلق عليه “كهوف” أو “دحول”، وهي عبارة عن أنابيب طولية تحت سطح الأرض، تكونت بفعل خروج الصهارة من فوهة البركان وانسيابها على سطح الأرض مكونة قببا وأقواسا وأنابيب طولية تمتد أحيانا إلى عدة كيلومترات، حيث تكون الأنابيب والأنفاق في الغالب متعامدة على اتجاه اندفاع الحمم. أصبحت زيارة المنطقة السياحية التي حددت بمساحة (72 كم مربع) ميسرة عبر طريق (مزارع ضعة)، ويتمكن الزائر الصاعد إلى أعلى جبل الملسا من التمتع بمنظر رائع للمدينة المنورة التي تلوح في الأفق.